شمشون شخصية أسطورية ورد ذكره في العهد القديم، عن رجل كان بلحي بعير صرع العشرات. ولم يهتد خصومه لسر قوته إلا بالمرأة وحيلتها فعرفت أنه شعره الكثيف! قصوا شعره واقتادوه ذليلا وقد ارتخى واستسلم، ووضعوا القيد في يده والسلسال واقتادوه كحمار الرحى في الخدمة ذليلا. لم يتفطن القوم أن قوته ترجع عند نمو شعره إلى حد محدد. وفي احتفالهم الكبير اقتادوه إلى عمودين يرتكز عليهما المعبد فسلسلوه إليهما. تركهم يفعلون ما يريدون فلما اكتمل عدد القوم وطربهم شد العمودين بقوته الهائلة، فخر المعبد على رأس ثلاثة آلاف من القوم مجتمعين.اختار سيمور هيرش الصحفي الأمريكي أن يعنون بهذا الاسم أحد كتبه وقصد به خيار دولة بني صهيون في الانتحار الجماعي عليهم وعلى أعدائهم، كما فعل سكان قلعة الماسادا عام 72 ميلادي حين حاصرهم القائد الروماني تيطس. وتكرر دولة بني صهيون وذراريها أنها لن تسمح بتكرار ما حدث في الآوسشفيتس، والأخير هو معسكر اعتقال هائل في بولونيا أرسل له النازيون خصومهم السياسيين فقضت نحبها هناك أعداد لايعلمها إلا الله. ومن يزور المعتقل هذه الأيام يمر على غرفة كبيرة مملوءة ببقايا نظارات من مات هناك شاهدا على مخلفاته. ونيرون سوريا هدد ونفذ أن يحول سوريا إلى محرقة فكان نسخة عن والده على حجم أكبر والكل ينظر ويتعجب إلى أين يصل تردي الإنسان. في القرآن نموذج مكرر عن أناس يفعلون الشر وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. مع كتابة هذه الأسطر يكون أكثر من مليوني منزل في سوريا مدمراً يحتاج إعمارها إلى 30 مليار دولار مع نزوح خمسة ملايين من ساكنيها. يبدو أن سوريا ماضية في طريقها باتجاه الخيار الشمشوني. أحيانا أسأل نفسي لو أن أهل سوريا رأوا منظر الدمار كما رأيته أنا في منامي قبل حدوث أي شيء. رأيت نارا هائلة تأكل غابة كبيرة وتمشي النار بسرعة هائلة ثم تتوقف. كأنني أنظر من عل وعن يميني عمارة هائلة قد خرت كثيبا مهيلا. أقول لو رأى أهل سوريا ما رأيت وكشف لهم الغطاء عن المستقبل هل كانوا قد جازفوا بولوج نارها؟ البارحة تحدثت مع طبيبة حمصية قلت لها ما الأخبار عندكم؟ قالت بيتي ليس عندي خبر عنه وماذا جرى له؟ معظم حمص أنقاض! أذكر في فيلم ظريف عن الركض ضد محور الزمن (Running against the time) كيف تمكن عالم من الرجوع في آلة الزمن للخلف ولزمه متطوع فهرع إليه من خيل له أن بإمكانه منع اغتيال كيندي، فمات بها، ثم حاولت زوجته اللحاق بها فانضمت إلى قائمة المطلوبين، ليتدخل العالم بنفسه في النهاية ويرجع الاثنين من ظلمات الزمن الرجعي، ويقول لهما: القدر ماض ولن نغير سقوط شعرة من رأسنا وحركة عشبة في أرضنا. وكان أمر الله قدرا مقدورا.. وكذلك قدر حريق البوعزيزي ودمار سوريا المتلاحق.