جاء في العهد القديم في (سفر القضاة ص 408) أن (شمشون) كان جباراً عاتياً، يمكنه أن يواجه قبيلة بمفرده فيقتل ألف شخص بفك حمار، فلما أراد الفلسطينيون الإمساك به عجزوا عن ذلك لقوته الخارقة فأرسلوا له (دليلة) فوقع في غرامها وباح لها بسر قوته: (قوتي في خصائل شعري السبع فإذا حُلقتْ ذهبت قوتي) فلما نام على ركبة (دليلة) غافلته فقصت شعره، ونادت القوم فأمسكوا به وسملوا عينيه ثم سَخَّروه في الطحن بدلاً عن حمار الرحى وعرَّضوه لكل الإهانات أمام الناس. وفي يوم العيد الكبير كان قد نبت شعره وعادت إليه قوته وهم لا يعلمون، وكان هناك جميع أقطاب الفلسطينيين وعلى السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون، فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط، فانتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين، وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائماً عليهما واستند إليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره، وقال شمشون: لتمت نفسي مع الفلسطينيين وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه، فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته. هذه القصة تفسر عبثية السلاح النووي الذي بنته إسرائيل وماذا تنوي فعله تدميراً للأمان قبل العرب وهي تذكر بقصة (الماسادا MASADA) كما أوردتها (الكرونيك) الألمانية (ص 186) أنها القلعة التي حاصر فيها القائد الروماني (لوسيوس فلافيوس سيلفا LUCIUS VLAVIUS SILVA) عام 73 للميلاد بقية اليهود الذين فروا من القدس والتجؤوا إلى قلعة على (البحر الميت) بعد تدمير القدس على يد القائد الروماني (تيتيوس TITUS) عام 70 م ابن القيصر (فيسباسيان VESPASIAN) الذي أنهى بتدمير المعبد ونهب العاصمة (أورشليم) انتفاضة اليهود ضد الرومان التي بدأت عام 66 م. وعندما استولى اليأس على المحاصرين في قلعة (الماسادا) قاموا بذبح بعضهم بعضاً في عملية انتحار جماعية بمن فيهم النساء والأطفال. إن التاريخ تكتبه الأساطير فوق جسر من الأحزان على نهر من الدموع.