حفلت ندوة الوفاء للشاعر الراحل الدكتور غازي القصيبي، التي أقامها النادي الأدبي في جدة، مساء أمس الأول، بأجواء أدبية ونقدية، وطغى عليها الحنين والعاطفة. وشارك في الندوة، التي حملت عنوان «الوطن في شعر غازي القصيبي» عضو مجلس الشورى حمد القاضي، عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله المعطاني، والدكتورة فايزة الحربي، وقدمها حسين بافقيه، الذي قال في بدايتها، إن حياة القصيبي كانت عريضة، ولا يمكن أن تختصر في ندوة واحدة، مشيراً إلى أن القصيبي وصف نفسه بأنه «كائن معولم»، حيث إنه من أسرة نجدية استوطنت الأحساء، ووالدته من الحجاز، ونشأ في البحرين، ودرس في القاهرة، وتغرب في أمريكا وبريطانيا، وعاد إلى وطنه، وكانت تتساوى لديه كل مدن المملكة. وأوضح أن من يقرأ بعض كتب القصيبي ومقالاته، يشعر أن في داخله يسارياً صغيراً، ينحاز إلى الناس البسطاء، وأن هناك قصيبياً آخر، غير القصيبي الرسمي. وفي ورقتها، تناولت الحربي محور «الوطن في شعر القصيبي.. الدلالة والمعنى»، موضحة فيها أن دلالات الوطن في شعر القصيبي لم تكن طافية على السطح، بقدر ما تحققت من خلال المتن السردي، وبناء القصيدة المعماري، اللذين يبرزان مواقف الشاعر لمعنى المواطنة. أما القاضي، فتناول الجانب الإنساني في شعر القصيبي، مستعرضاً الوطن والطفولة والغربة والصحراء في شعر الراحل. وقال إن في شعره تتصارع براءة الطفولة، مع حب الوطن، لكن حب الوطن كان له الغلبة في النهاية. وأكد القاضي أن القصيبي نجح في كل مجالاته (الوزارة، السفارة، الشعر، الرواية، والكتابة الصحافية)، معداً أن نجاح المرء في كل مجالاته، شيء نادر، قبل أن يستعرض في نهاية ورقته بعض المواقف الإنسانية التي عرفها عن الشاعر الراحل. من جانبه، تحدث المعطاني عن شعر القصيبي من منظور نقدي، محللا بعضا من قصائده، مثل قصيدة «نحن الحجاز ونحن نجد» وقصيدة «الرياض».