اختتم وفدا التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان جلسات التفاوض المباشر بينهما، بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، بعد أكثر من أسبوعين قضاها الوفدان في مداولات واجتماعات سعيا للوصول للسلام المفقود بين الدولتين. وبذلت الآلية الإفريقية جهوداً حثيثة لحمل الوفدين على الاتفاق، لكن تباين المواقف بينهما أجل كثيرا من الملفات وأصبحت قمة رئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت التي ستعقد اليوم بمقر المفاوضات الفرصة الأخيرة لتحقيق سلام بين الدولتين، ومن المنتظر أن يوقع الطرفان على اتفاق نهائي حول كافة القضايا العالقة بين البلدين. وكان وفدا البلدين وصلا إلى طريق مسدود في ملفات الحدود والمنطقة العازلة منزوعة السلاح وقضية منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ومنطقة أبيي بالإضافة للملف الأمني. لكنهما توصلا إلى تفاهمات في عدد من النقاط في الملف الاقصادي وملف النفط. من جهة أخرى وصل إلى مقر المفاوضات مساء أمس الأول رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت للمشاركة في القمة، فيما وصل رئيس السودان البشير إلى أديس صباح أمس، وسيعقد البشير قمة أخرى تجمعه مع هايلي ماريام ديسالجين خليفة رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ملس زيناوي، تتناول العلاقات الثنائية بين الجارين. في السياق نفسه أعلن الوفد الحكومي السوداني المفاوض بأديس أبابا أمس، موافقته على الخارطة الخاصة بتحديد المناطق منزوعة السلاح بين السودان ودولة جنوب السودان، مؤكداً أن هذه الموافقة مرتبطة بالاتفاق على ترتيبات خاصة لمنطقة «الميل 14». وأعلن الوفد في بيان صحفي أنه تقدّم بمقترحات عملية ومحددة في شأن هذه الترتيبات، كما شدد الوفد على أن التفاوض والاتفاق في هذا الصدد يتعلّق بخارطة لأغراض أمنية مؤقتة ولا شأن لها بالتفاوض حول الوضع النهائي حول الحدود.