أعرف أنكم مثلي في التهام حبوب «البنادول» لعجزكم عن فهم ما يحدث من بعض تجار يريدون أن يسرقوا البلاد والعباد دون مبرر أو حاجة ، بعض تجار بلادنا حفظها الله لايسرقون بهدف احتياجهم للمال بل بهدف أن يرى الجميع فقراء عداهم ، والسبب أن بعض القوانين تخدم السارق ضد المسروق ، أضرب لكم مثلا : في كل بلدان العالم هناك قائمة مالية واحدة للشركة، أكرر، في كل بلدان العالم عدا السعودية ، كل صاحب شركة أو مؤسسة أو حتى «كشك» بليلة لا توجد له سوى قائمة مالية واحدة ، في السعودية الحبيبة هناك ثلاثة قوائم مالية ، قائمة حقيقية لصاحب الشركة وقائمة مالية»مضروبة» لمصلحة الزكاة والدخل وقائمة مالية»مضروبة» للبنوك عند تقديمها للحصول على تسهيلات معينة أو قرض ، وهذا ما يحرم الفقراء مليارات الريالات التي هي مبالغ زكاة هذه الشركات ، ويثقل كاهل الدولة ويعرض البنوك لخطر هي في غنى عنه ، بل إنه يضرب عصب الاقتصاد الوطني ويجعله أقل من قوته الحقيقية إرضاء لكذا تاجرٍ لايهمهم وطن ولا مواطنون وقبل ذلك لايهمهم دين ولا إبراء ذمة ، تخيلوا أن حل هذه المشكلة المرعبة جدا حل بسيط قد لا يصدقه بعض الناس ، يكمن الحل في قرار اعتماد القائمة المالية التي تقدم لمصلحة الزكاة وربطها بالبنوك، وإلزام البنوك عدم قبول القائمة المالية من صاحب الشركة بل من مصلحة الزكاة ، ساعتها ستلتزم الشركات والمؤسسات بوضع قوائم مالية حقيقية لمصلحة الزكاة وعندها سيجبرون على إخراج الزكاة الحقيقية وإن وجدتم فقيرا بعدها ضموني لتشكيلة منتخبنا ضد إسبانيا ، أركض أركض حتى أبلع لساني الطويل وأريحكم !