ولا تزال -بعض- العائلات السعودية «البسيطة» تعتقد أن الحل لأي مشكلة تربوية للأبناء هو تزويجهم! مُغْفلين أو متغافلين ما يعنيه (الزواج) وما يترتب عليه من ارتباط ومسؤوليات، عقد شبه مؤبد في أفضل حالاته، عقد يترتب عليه واجبات وحقوق، عقد يترتب عليه تكوين أسرة تكون لبنة في بناء المجتمع، أبناء يعمرون الديار ويُثْرون المستقبل. سمعت منذ بضعة أيام عن شاب عالجه أهله من إدمانه المخدرات بالزواج قبل ما يقارب السنة، اعتقادا منهم أن انقطاعه عن التعاطي لبضعة أشهر تحت سقف مركز إعادة التأهل قد «أهله فعلاً « لينخرط في المجتمع كعضو طبيعي يتم معاملته معاملة عادية كأقرانه من الشباب الأسوياء ذوي التاريخ النظيف! وقعت الجريمة وخطبت هذه العائلة لابنها فتاة من عائلة فقيرة علما منهم أن هؤلاء يبحثون عن الستر على بناتهن وبأقل الأثمان في محاولة -شريرة من وجهة نظري- لتأهيل هذا الشاب على طريقة «زوجوه يمكن يعقل» على حساب هذه الفتاة المسكينة، ليحدث ما كان متوقعا لذوي الألباب الرشيدة عاد الشاب لإدمانه بعد أشهر قليلة من الزواج لتنضم هذه الفتاة إلى قائمة الضحايا الاجتماعية التي يطول الحديث عنها! عائلة أخرى تعالج ابنها بنفس السذاجة أو الخبث -الله أعلم- بعدما اكْتَشَفَتْ عائلة سعودية وسَمِعَتْ من الأصدقاء أن ابنها يسلك سلوكا غير سوي في علاقاته مع أصحابه أقدمت هذه العائلة على تقويم ابنها وممارساته الشاذة بتزويجه بفتاة فائقة الجمال اعتقادا منهم أنه قد يفتتن بهذه الأنثى «المغلوب على أمرها والجاهلة بمستقبلها المظلم»، في نظرهم: قد تكون هذه الأنوثة الطاغية شرارة تشعل ذكورة فطرية سوية تجاه الجنس الناعم و»يعقل بعد ما يتزوج» ولكن هيهات! قصص كثيرة محزنة ومدمية للقلب والضمير «الحي» من باب -زوجوه يمكن يعقل- تذهب ضحيتها فتيات بائسات، جاهلات بما ينتظرهن بعد دخولهن أقفاصهن الذهبية أو ربما الحديدية «الصَدِئَة»، ليكون مصيرهن الطلاق أو العيش المرير مع منحرف أو ربما الانجرار إلى طريق الخطيئة فالصاحب ساحب! يعتقد الطب الحديث أن الإدمان يمكن اعتباره مرضاً مزمناً كأي مرض مزمن آخر، يجب فيه الوقاية وأخذ العلاجات وباستمرار دون انقطاع، كارتفاع ضغط الدم تماما، فلا يستطيع أحد الادعاء بأنه سيشفى من ارتفاع ضغط الدم المزمن دون أخذ كافة الاحتياطات الوقائية والدوائية، الإدمان على المخدرات كذلك! يقول البروفيسور جورج كوب رئيس معهد أبحاث لا جولي في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية إن ما يقارب 80% من مدمني المخدرات يعودون للإدمان خلال عام واحد من محاولات علاجهم من الإدمان، ترتفع هذه النسبة إلى 85% في بعض حالات إدمان مواد مخدرة معينة! المشكلة أن العائلة الكريمة «بتزوجه علشان يعقل»! هذا من جهة الإدمان. أما من جهة الشذوذ، يقول الدكتور محمد المهدي -استشاري الطب النفسي- (على الرغم من حذف الجنسية المثلية من تقسيم الأمراض الأمريكي (تحت ضغط اللوبي الجنسي المثلي ولأسباب أغلبها سياسية وليست علمية) إلا أن هناك حالات كثيرة تأتي إلى العيادات النفسية تطلب العلاج من الجنسية المثلية وتداعياتها، والسبب في ذلك أن المثليين يعيشون حياة نفسية مضطربة (حتى في المجتمعات التي تقبلت سلوكهم الجنسي على المستوى القانوني والاجتماعي)، فهم أكثر إصابة بالاضطرابات النفسية، وأكثر إقداما على الانتحار، وأقل تكيفا في العمل والحياة، وأكثر فشلا في العلاقات العاطفية والجنسية ولهذا يتعدد الشركاء العاطفيون والجنسيون بشكل كبير وأغلب العلاقات -إن لم تكن كلها- علاقات مكسورة ومجهضة وفاشلة تتبعها آلام نفسية. كما أن المثليين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجنسية نتيجة تعدد العلاقات. قصص كثيرة لا تحصى من هذه الشاكلة وإن تعددت الطرق والأسباب فهي تشترك في الشاهد ذاته، تزويج الأبناء غير المؤهلين أو غير الأسوياء بهدف إصلاحهم خصوصا إن كانت مشاكلهم من ذوات الوزن الثقيل كما أسلفت من أمثلة، النتائج مريرة في الغالب والضحية دائما الفتاة التي لا تملك من أمرها شيئا، فلا هي تخطب ولا هي تسأل وتتقصى، كل ما لديها أن تومئ بالقبول أو الرفض. وإن نجحت القليل من المحاولات، إلا أن الغالب منها ينتهي بنهاية سيئة!