يملأ الغرب المسيحي الدنيا الآن صخباً «ضد الإسلام»، متصورين إمكانية القضاء عليه بسلاح «الكراهية الشديدة» التي طفحت بها قلوب مريضة ضد دين لم يدعُ يوماً للقضاء على عقيدة سماوية سابقة عليه، بل إن الإيمان بالله وكتبه ورسله هي أهم شروط الدخول إلى الإسلام دون إكراه في الدين بقاعدتي «لكم دينكم.. ولي دين» وَ «فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر» وهي «حرية اعتقاد» لم يتحها دين قبله، ولن تتيحها ديانة بعده إلى «يوم البعث». ولعل «الذعر المسيحي الغربي» من التكالب الحالي وانضمام كثير من الغربيين إلى «دين محمد» هو السبب الأساسي لتلك الهجمة الشرسة ضد دين لم يناصبهم العداء يوماً، ولا أساء إلى المسيحية ولا إلى اليهودية بكلمة واحدة، ذلك أن الإيمان بالرسل والكتب السماوية من أركان الإسلام. وجزء من حملة الذعر تلك ما كتبه فلاسفة الغرب ومفكروه -منذ سنين، ومازالوا يكتبون الآن- عن دين محمد الذي يناهضه -بكراهية شديدة- بعض المسيحيين المصريين من «عتاولة المهاجرين» الذين اتخذوا من المهجر مسارح يومية لمهاجمة الإسلام والمسلمين في تصور مريض بأن الدين الإسلامي يقف وراء هجرتهم من مصر، وهو ما ليس صحيحاً بالمرة بدليل أن ملايين المسيحيين المصريين مازالوا -وسوف يظلون- شركاء معنا في المصرية التي هي جنسية نعتز بها. ولعل شاعر فرنسا ومفكرها العبقري «لامارتين» كان أعلى المفكرين -صوتاً وكتابة- في الحديث عن الإسلام، حيث قرأ الرجل طويلاً وغاص عميقاً في «دفتر أحوال محمد النبي» عن «تاريخ تركيا» ليصل إلى حقيقة أعلنها في ذلك الكتاب القيم أن النبي -يقصد محمداً صلى الله عليه وسلم- الذي يتكالب الغربيون على طمس معالم ما جاء به الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى «العبادة الحقة» بلا أنصاب ولا أزلام والذي أسس حوارية روحانية واحدة يسود فيها الخير، والعدل، والسلام لكل خلق الله، ومن ثم يكون محمدٌ النبي هو أعظم الرجال وأعظم المبتعثين من الله منذ بدء الخلق إلى يوم البعث.