صعّد شباب ساحات الثورة في اليمن فعالياتهم الاحتجاجية في عدد من المحافظات من خلال مظاهرات حاشدة أعلنت رفضها المطلق لمنح الرئيس علي عبد الله صالح وأركان نظامه حصانة من الملاحقة القضائية.ومن المتوقع أن يقر البرلمان الأسبوع الجاري قانونا يمنح الرئيس صالح وأركان نظامه حصانة من الملاحقة القضائية، الأمر الذي يرفضه شباب الساحات، ويؤكدون على ضرورة تقديم كل مرتكبي الجرائم بحق الشباب إلى المحاكم المحلية والدولية.وتزامن التصعيد الشبابي مع تواجد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في اليمن لإعداد تقرير سيقدمه إلى مجلس الأمن حول تطورات العملية السياسية في اليمن بعد توقيع اتفاق الرياض لنقل السلطة.وكانت أكبر المظاهرات في صنعاء وتعز، حيث خرج الخميس مئات الآلاف في تظاهرتين حاشدتين جابتا شوارع تعز وصنعاء للمطالبة بمحاكمة أركان نظام الرئيس صالح على جرائم القتل التي ارتكبوها حسب الشعارات التي رفعها المحتجون.وشهدت الأيام التالية لتشكيل حكومة الوفاق الوطني تفاؤلا في أوساط الشارع اليمني وشباب الثورة، بسبب تراجع طفيف في أسعار بعض السلع وارتفاع قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في سوق الصرف المحلية، وتعهد غالبية شباب ساحات الثورة في اليمن بمنح حكومة باسندوة مساحة كافية للتحرك وعدم العمل ضدها حتى تظهر مدى جديتها في تحقيق مطالب اليمنيين، التي خرج الشعب إلى الشارع للمطالبة بها. وأطلقت المعارضة وشباب الثورة على جمعتهم أمس اسم «جمعة المحاكمة مطلبنا « في إشارة إلى رفض الحصانة المقرر منحها لنظام الرئيس صالح، ودعا خطيب جمعة الستين في صنعاء، القيادي في حزب الإصلاح المعارض عبد الله صعتر الثوار إلى مواصلة نضالهم حتى تقديم المتهمين بارتكاب الجرائم إلى القضاء وعدم الرضوخ لأي مساومات سياسية من شأنها أن تذهب بدماء الشهداء إلى النسيان، وقال صعتر: إن الجرائم التي ارتكبها النظام لا تغتفر، ولا تنفع معها حصانة أو صفقة، لأنها دماء، والدم لا يمكن أن يضيع أو يباع. ومن ساحة الحرية بتعز، طالب خطيب ساحة الحرية مهيوب الشرعبي، بتصعيد ثوري يُحبط أي محاولة لمنح الرئيس صالح ونظامه حصانة من الملاحقة، وقال: إن الشرعية الثورية هي من تُقرر مصير أركان النظام الذين يجب تقديمهم إلى القضاء ليواجهوا مصيرهم المحتوم إزاء ما اقترفوه بحق أبناء اليمن وخصوصا محافظة تعز. وكانت قيادات في المعارضة، حثت الشباب في ساحة التغيير بصنعاء على محاصرة البرلمان، وعدم السماح له بإقرار الحصانة، وإفشال الجلسة المخصصة لهذا السبب.وقال الناشط في ساحة الحرية بتعز، القانوني غازي السامعي ل»الشرق»: إن شباب ساحة الحرية قاموا بتوثيق كل الجرائم والانتهاكات التي أقدم عليها أركان النظام في المحافظة، وسيتم ملاحقتهم سواء في أروقة القضاء اليمني أو في المحاكم الدولية.من جهته، قال القيادي في المؤتمر الشعبي العام محمد أنعم، الذي يرأس تحرير الصحيفة الناطقة بلسان الحزب ل»الشرق»: إن المبادرة الخليجية يجب أن تُطبق بكامل بنودها دون انتقاء أو انتقاص، ومنح الحصانة بند أساسي في المبادرة، وأي تراجع عن تطبيقه يعني سقوط المبادرة بالكامل.واعتبر أنعم، تحركات شباب الساحات عملا مدعوما من أحزاب المعارضة التي تسعى إلى إفشال تنفيذ المبادرة الخليجية، التي اعتبرها المؤتمر الشعبي العام مَخرجا مناسبا لليمن من أزمتها الراهنة بعد رفض المعارضة لكل الحلول التي عرضت عليها من قبل الرئيس والمؤتمر.