اكد ل”لشرق” استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتورمحمد بن سعد الغامدي,مدير إدارة المراجعة الإكلينيكية والمشرف على برنامج الدبلوم السعودي في طب الأسرة بصحة الباحة عن صدورقرار مديرعام الشئون الصحية باعتماد تشكيل مجلس الإدارة لبرنامج الدبلوم السعودي في طب الأسرة بمنطقة الباحة وياتي ذلك استعداد لزيارة أعضاء لجنة الاعتراف من المجلس العلمي لطب الأسرة – الهيئة السعودية للتخصصات الصحية – لمقر برنامج الدبلوم السعودي في طب الأسرة بالباحة للاطلاع على مدى الجاهزية والاستعداد لمراكز التدريب بالمنطقة لبدء البرنامج , والمقررة السبت الموافق 13/11/1433ه وابان الغامدي بانة في العام 1973م قامت منظمة الصحة العالمية بدراسة الأوضاع الصحية في بلدان العالم المختلفة حيث أظهرت الدراسة عدم حصول اغلب السكان على خدمات صحية جيدة ومتكاملة سواء في الدول المتقدمة أو النامية. كما لوحظ أيضا أن الموارد الصحية تذهب غالبيتها للمؤسسات العلاجية التي تهتم بالجانب العلاجي لا الوقائي والتي تتواجد غالبا في المدن الكبيرة مما حرم سكان المدن الصغيرة والقرى من الخدمات الصحية الأساسية .وحدث ذلك نتيجة افتقاد التخطيط السليم القائم على تلمس احتياجات السكان ومعرفة حاجاتهم الحقيقية ,حيث ظهرت ولأول مرة فكرة الرعاية الصحية الأولية كحل لتلك المشاكل الصحية . وفي العام 1978م نظمت منظمة الصحة العالمية مؤتمر الما اتا وصدر عن المؤتمر العديد من التوصيات, ومنها اعتبار الرعاية الصحية الأولية الوسيلة الأفضل لتحقيق الصحة للجميع ووضعت الخطط لتطبيقها. حيث تبنت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية تلك التوصية واعتمدت منهج الرعاية الصحية الأولية كأسلوب امثل لتقديم الخدمات الصحية في المملكة وقامت وعلى مراحل بإنشاء أكثر من 2000 مركز رعاية صحية أولية تصل بخدماتها إلى كافة المدن والقرى والهجر. كما اوضح الغامدي بان الرعاية الصحية الأولية هي الخدمات الصحية الشاملة والأساسية الميسرة لكافة الأفراد والأسر والمعتمدة على وسائل وتقنيات صالحة عمليا وعلميا ومقبولة اجتماعيا وبمشاركة من المجتمع وأفراده وبتكاليف يمكن للمجتمع والدول توفيرها, وهي جزء من النظام الصحي للبلد بل هي نواته ومحوره الرئيسي وأساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية فيه. واضاف من هذا المنطلق يتضح لنا أهمية وجود أطباء متخصصين في طب الأسرة والمجتمع لإدارة وتخطيط وتنفيذ وتقييم برامج الرعاية الصحية الأولية ولضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة. كما أن طب الأسرة هو التخصص الذي يجب أن يحمله أكثر من نصف عدد الأطباء العاملين في القطاع الصحي .ومع الازدياد المضطرد في مصروفات الرعاية الصحية بشكل عام وازدياد معدلات الأمراض المزمنة و الأمراض النفسية , حيث لا يمكن مجابهة ذلك إلا من خلال برامج الرعاية الصحية الأولية . كما أن كثرة برامج الرعاية الصحية الأولية تتطلب وجود متخصصين في مجال طب الأسرة والمجتمع لضمان تنفيذ وتقييم تلك البرامج على الوجه المطلوب.كما أظهرت الدراسات العالمية أن تقديم الرعاية الصحية الأولية من خلال المختصين في طب الأسرة يؤدي إلى تحسين المؤشرات الصحية. وذكر الدكتور الغامدي بان طب الأسرة هو احد فروع الطب المتخصص في تقديم رعاية صحية شاملة ومستمرة للأفراد والأسر من النواحي العضوية والنفسية والاجتماعية. وقال ان أخصائي طب الأسرة يتم تأهيله لتقديم وتنسيق رعاية صحية متكاملة في الجوانب الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتعزيزية لكل فرد في الأسرة بغض النظر عن عمره وجنسه أو نوع مشكلته الصحية .كما انه التخصص الذي يهتم بالأفراد والأسر في حالتي الصحة والمرض بهدف حفظ الصحة الموجودة وتعزيزها ورد الصحة المفقودة ما أمكن. مضيفا بان البرنامج يهدف إلى استقطاب الأطباء المقيمين الراغبين في الاختصاص في طب الأسرة حيث يتم تدريبهم في البرنامج تحت إشراف نخبة من الاستشاريين والأخصائيين في طب الأسرة والمجتمع والتخصصات الطبية ذات العلاقة و لمدة 14 شهرا يتم خلالها إكسابهم المعلومات والمهارات المتعلقة بالتخصص ويتم تأهيلهم للحصول على درجة الدبلوم السعودي في تخصص طب الأسرة وبدرجة عالية من الكفاءة والأهلية والمهنية للعمل في إدارة وتخطيط وتنفيذ وتقييم برامج الرعاية الصحية الأولية. الباحة | رية بن مليح