أواصل اليوم عرض مزيد من الملاحظات والتوصيات التي أقرّتها الجهات الأمنية على عمل وزارات الصحة والزراعة والبلدية في مواجهتها وباء حمى الوادي المتصدع إبان ظهوره لأول مرة في منطقة جازان في الثلث الأخير من عام 2000م، متمنياً أن تتم الاستفادة منها في ظل ظهور حالات جديدة، وأيضاً من أجل أعمالها الاستباقية التي يجب أن تتخذها لمنع ظهور المرض مرة ثالثة حتى لا تكون ثابتة: 1. توجد في محافظات وقرى المنطقة الجبلية والسهلية والقريبة من الأودية مراكز لمكافحة الملاريا إلا أنها لا تفي بالمتطلبات، كما أنها لا تغطي أماكنها فضلاً عن باقي أرجاء المنطقة، حيث ذكر مندوب فرع إدارة المجاهدين في المنطقة أن كلاً من وادي دفا ووادي حمر من الأودية الموبوءة ويكثر فيها البعوض الناقل لفيروس الملاريا، ومع ذلك لا يوجد في هذين الواديين أدنى شكل من أشكال المكافحة، (أعمال مكافحة الملاريا في المنطقة لاتزال ضعيفة لأسباب كثيرة يعرفها المعنيون في الصحة، ومع ذلك لم يتحركوا بجدية لتغيير أدائها نحو المأمول). 2. يلاحظ تكوم المخلفات والقمامة بشكل لافت للنظر، حيث تنتشر في جميع أنحاء المنطقة بشكل عشوائي، ولا يوجد اهتمام بإزالة تلك المخلفات. 3. في نهاية أحد اجتماعات اللجنة (……) تم تلقي بلاغ يفيد بالقبض على عدد سبعة أشخاص من مجهولي الهوية من الجنسية اليمنية جهة (بلغازي) وجميعهم مصابون بحالة تشبه تلك التي أدت إلى وفاة الأشخاص الآخرين.. كارتفاع درجة الحرارة وتقيؤ الدم، وقد تم إسعافهم ونقلهم إلى مستشفى صبيا العام، إلا أن أحدهم توفي في الطريق. 4. تبين عدم كفاية الإمكانات المتاحة لبلدية المنطقة وعدم مقدرتها على القيام بالعمل الميداني أو تغطية أنحاء المنطقة، وانعدام وسائل الوقاية الأولية ضد المرض مثل الكمامات والأقنعة الواقية. 5. وجوب معالجة وضع مرمى البلدية في جازان والصرف الصحي بما يضمن السلامة العامة للمواطنين والمقيمين وخاصة القرى المحيطة بالموقع، وذلك برش الموقع بالمواد التي تقضي على تكاثر البعوض وطمر النفايات بصفة عاجلة. 6. الطائرات وصلت منذ أكثر من أسبوع واستهلت عملية الرش بجولة مكثفة على عدد من مزارع كبار المسؤولين في المنطقة، ثم على مناطق الإصابة وتجمعات المستنقعات. 7. خلال شهر واحد قبضت الجهات الأمنية في الأماكن المصابة على (5979) متسللاً وعدد (7868) متسللاً من الشهر الذي قبله، مما يشير إلى احتمالات زيادة أعداد المتسللين. 8. دعم مراكز مكافحة الأمراض المتوطنة في أنحاء المنطقة كافة بالإمكانات اللازمة من فنيين وسيارات ووسائل مكافحة ومبيدات بما يتفق وحجم المنطقة وتنوع تضاريسها، (وأزيد على ذلك شيئاً مهماً بل الأهم وهو وضع العاملين في فرق المكافحة يحتاج إلى تغيير للأفضل برفع رواتبهم لتكون مجزية وصرفها بانتظام). 9. إنشاء مستشفى للحميات والأمراض المعدية في منطقة جازان حتى يكافح هذه الأمراض والملاريا التي تنتشر في محافظة العارضة وقراها وعموم المواقع الجبلية، نظراً لما تتصف به طبيعة الأرض في المحافظة من جبال وسهول ووديان تصبّ أغلبها من الأراضي اليمنية، وكذلك استمرار المستنقعات الخطيرة في أغلب القرى نتيجة هطول الأمطار طوال السنة. (أين هذا المستشفى المهم؟ منذ اثني عشر عاماً وأكثر من هذه التوصية لم نرَه ولم نعثر عليه في أيّ شبر من أرض جازان! والله ما كان يجب أن يتأخر كل هذا الوقت منذ الإعلان عن إنشائه بعد زيارة الملك التاريخية للمنطقة يوم داهمها المرض عندما كان ولياً للعهد)!