رغم العواطف الجياشة التي سادت في الشارع اللبناني تأييدا لحزب الله الذي يحقق الانتصارات ضد إسرائيل .. إلا أن انكشاف أوراق اللعبة بعد مقتل الحريري قد فجر الموقف. وهزمت سوريا في لبنان وحلفاؤها برحيل القوات السورية التي بانت اليوم على حقيقتها الإجرامية بحق شعبها. قدرات حسن نصر الله الخطابية وإمكانات حزب الله المالية والإعلامية لم تعد تنطلي على الغالبية العظمى من اللبنانيين – حتى داخل الطائفة الشيعية. اليوم ثمة رموز شيعية كبيرة تقف ضد حزب الله وإيران وسوريا، منها السيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص والشيخ صبحي الطفيلي .. وهؤلاء لهم مؤيدون وأتباع، ولعل غيرهم كثيرون حتى ضمن صفوف حزب الله وحركة أمل. في هذا السياق حضرت فجأة الثورة السورية لنكتشف أن كل هذه التفاعلات في لبنان كان لها ردود فعل صامتة في سورية، يضاف إليها طبعا انكشاف أوراق اللعبة في العراق والتحالف السري الذي ظهر بين إيران والولايات المتحدة وتقاسم الحصص والأدوار. وسط هذه العواصف راح حزب الله يظهر بمظهر العاجز والضعيف والمهلهل .. وراح يتخفى فعلا وراء العشائر وتجار المخدرات، واليوم نكتشف أن هذا الحزب فشل في حماية حتى هؤلاء من الاعتقال على يد الجيش اللبناني.