قدم الدكتور فيصل مالك، مساء أمس الأول، مساهمة أثارت عدداً من الأطروحات حول الرواية، والزمن في الرواية الحديثة، في أحدية النادي الأدبي في منطقة تبوك، الذي اعتاد إقامتها مساء كل أحد في أجواء بعيدة عن الرسميات والحضور الرسمي. واختار مالك في الأحدية الحديث عن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال»، للطيب صالح، كأنموذج لعرض رؤيته النقدية، وبدأ بتعريف الزمن وأهميته ودلالته في عنوان الرواية، وقال إن الطيب من الكتّاب العرب الأوائل الذين اكتشفوا السحر الذي يختبئ وراء هذا العنصر الفني، فأقام صرح رائعته على خلفية التلاعب بتشكلاته وسيرورته الخطية وأبعاده الفيزيائية والنفسية. وأكد مالك أهمية الزمن كعنصر من عناصر البناء القصصي، إذ تتجلى أهميته في تأطير الحدث، والرواية حفلت بمستويات زمنية متعددة، وهي الزمن الخارجي، والزمن الداخلي، وهنالك زمن القص الذي يختلف عن زمن الوقائع، ويفارقه، وهو في طبيعته زمن تخيلي، فهذا المستوى الزمني يتشكل عليه الخطاب، ويحضر الحدث والشخصية وبقية عناصر السرد والزمن النفسي فيقصد به الفضاء المحيط بالشخصية الفنية لحظة تحقق الحدث الفني ومدى إحساس الشخصية به وتفاعلها معه، بالنظر إلى الروابط الزمانية والمكانية. من جهة أخرى، يقيم النادي مساء الإثنين المقبل، ندوة خاصة في اليوم الوطني يشارك فيها كل من الدكتور يوسف الثقفي، الدكتور عبداللطيف الحميد، الدكتور عائض الزهراني، والدكتورة لطيفة العدواني، ويديرها الدكتور مطلق البلوي. كما ستقام أمسية شعرية لنخبة من شعراء وشاعرات المنطقة السبت 13 ذي القعدة الجاري، يديرها الشاعر محمد العطوي.