رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم أمس الاثنين, الملتقى العلمي الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بعنوان “أمن وسلامة السياحة والآثار” والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام (17-18-19-9-2012) وذلك في مقر الجامعة بالرياض. وأعرب في كلمته التي ألقاها في افتتاح الملتقى عن تقديره للجهود التي تبذلها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال الأمن السياحي وتعاونها البناء والمميز مع الهيئة، وجهودها في تنظيم هذا الملتقى، الذي يُعنى بأمن وسلامة السياحة والآثار في المملكة، وهو القطاع الذي يلقى دعماً متواصلاً من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله، مستذكراً رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله- للهيئة منذ بدايتها كرئيس سابق لمجلس إدارتها وكوزير للداخلية ورئيس للمجلس الأعلى لجامعة نايف للعلوم الأمنية، وما حظيت به الهيئة من دعم واهتمام منه – رحمه الله-، وما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية من دعم وتوجيه للهيئة. وقال: “أنا أقدر هذا التعاون البناء والمميز بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والجامعة، وأيضا مع قطاعات الأمن بدون استثناء، ولعلي أشير في هذا الجانب بما قام به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد رحمه الله، من أعمال كبيرة جدا في مجال الأمن الوطني، وتدعيم هذ الأمن الوطني بما نراه اليوم ولله الحمد، وأيضا بالتحديد مع قام به -يرحمه الله- كوزير للداخلية آنذاك ورئيس لمجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار لفترة من الزمن، في تدعيم العلاقات الوثيقة بين وزارة الداخلية والهيئة، ونحن ولله الحمد نعمل اليوم على مستوى مميّز جدا مع جميع أجهزة وزارة الداخلية، سواء على مستوى المناطق وأمراء المناطق ومجالس المناطق، أو على مستوى الأجهزة الأمنية والدفاع المدني، أو على مستويات تبادل المعلومات أو مستويات البلاغات وحتى على مستويات الأرضية ومراكز الشرطة”. وأضاف: “هذا النظام الأمني المتكامل الذي تطور من فترة من الزمن، يجب أن ينسب إلى صاحب الفضل الأول الأمير نايف رحمه الله، ثم ما وجدناه من تعاون من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية، إبان توليه نيابة وزارة الداخلية ثم الآن كوزير للداخلية، لدعم هذا المشروع الوطني الاقتصادي الكبير، وهو السياحة الوطنية، كما أثني على زميلي وعضو اللجنة التنسيقية وشريكي في هذه اللجنة التوجيهية لبرنامج الامن والسلامة في السياحة والاثار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية، على دعمه والعمل الدؤوب المتواصل في تبادل المعلومات وكل القضايا فيما يتعلق بالتراخيص والدفاع المدني، والمعلومات التي تطلبها الهيئة عن طالبي رخص الأدلاء أو الشركات إلى آخره، وعلى التغطية الأمنية لكثير من المواقع والأنشطة والخدمات السياحية”. وأبان سموه أن السياحة مشروع اقتصادي واجتماعي ووطني وأمني مهم لا يمكن له أن ينمو ويتطور إلا بتوفر الأمن والسلامة، مؤكدا أن إقبال المواطنين على السياحة واستعجالهم لتطويرها وقبولهم الكامل لم يكن ليتأتى لولا وجود الاستقرار الأمني. وأكد سموه أن ما تنعم به المملكة من أمن واستقرار انعكس على السياحة المحلية وأصبح أحد العوامل الرئيسية لنجاحها وتميزها، مشيراً إلى أن الأمن يعد أحد الركائز الأساسية لقيام السياحة واستمرارها في مختلف دول العالم. وأضاف: “ولاشك أنه كلما سافر المواطن لمناطق بلده وتعرف عليها كلما ازداد التصاقه بها ونتج عنه ازدهار هذا القطاع وتوفيره لفرص العمل في كل المواقع والمدن والمحافظات والهجر مما يؤدي إلى ربط المواطن ببلاده وحرصه على أمنها واستقرارها وما ينتج عن ذلك من ترسيخ للأمن”. وتابع سموه: “في نفس الوقت أيضا فإن مشاريع التطوير التي تقوم بها الهيئة بمشاركة مجالس التنمية السياحية في المناطق، وبمشاركة المستثمرين، هي في توسع كبير الآن، وقد أصبح من الضروري الآن أن نرتقي بنظرتنا لقضية الأمن السياحي، لتكون قضية الأمن الشامل لمشروع اقتصادي متكامل”. وأضاف: “وقد حرصت الهيئة مع شركائها على توفر عناصر الأمن والسلامة في المرافق والمنشآت والأنشطة والفعاليات السياحية وموافق الايواء السياحي، وكذلك المناطق الأثرية مواقع التراث والمتاحف، لضمان عدم وقوع حوادث أو كوارث –لا سمح الله – في تلك المناطق. وتساهم الإجراءات الوقائية واشتراطات ومعايير الأمن والسلامة التي تحددها الجهات المعنية، كالهيئة العامة للسياحة والاثار والدفاع المدني والشرطة والبلديات، في الحد من وقوع الحوادث بإذن الله، والتقليل من خسائرها البشرية والمادية عند وقوعها”. وأوضح الأمير سلطان أن الهيئة عملت منذ تأسيسها بتعاون كبير مع وزارة الداخلية، وترتبط معها بمذكرات تعاون وشراكة مميزة، مؤكدا أن الأمن السياحي متحقق على أرض الواقع، والمملكة لا تعاني أمنيا مثل كثير من الدول ولله الحمد، لكننا نعمل على توفير كل سبل الراحة والأمان والاستقرار للسائح المحلي الذي تركز عليه الدولة ، وتعمل على تقديم الخدمات المناسبة واللائقة به بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية. وأضاف: “من المهم جدا اليوم أن يُمكن المواطن من أن يعيش في وطنه، وليس فقط يسكن فيه أو يتنقل فيه لقضاء الأعمال، من المهم أن يستقر المواطن اليوم، وخاصة الأطفال والشباب، في وطنهم ويتنقلون فيه، ويستمتعوا بوطنهم ويلتقوا بأقرانهم المواطنين، ويعرفوا عن هذه الوحدة الوطنية الكبيرة التي أسهم فيها كل مواطن، لا يوجد اليوم قبيلة أو أسرة أو قرية إلا وكان لها المساهمة في بناء هذه الوحدة الوطنية، وبقيت هذه الوحدة الوطنية مغيبة عن فئة الشباب والمواطنين وكأنها لم تحدث إلا في الإنترنت، وهذا -في رأيي- باب للاختراق الأمني للمواطن الذي لا يعرف وطنه ولا يُقدر مكاسب وطنه، وكم أخذت من الجهد والتعب”. وقال بأن الهيئة بذلت جهودا متعددة في مجال الأمن السياحي من خلال تشكيل لجنة توجيهية بعضوية رئيس الهيئة وسمو مساعد وزير الداخلية من الهيئة ووزارة الداخلية لمشروع الأمن والسلامة السياحية، كما أعدت الهيئة الإطار العام لإدارة المخاطر السياحية، إضافة إلى إصدار عدد من الأدلة والمطبوعات حول أمن وسلامة السائح، كما تم تشكيل لجنة تنفيذية دائمة لإدارة الحالات الطارئة والكوارث ذات العلاقة بالسياحة والآثار، وقامت الهيئة أيضا بالتنسيق والتعاون مع قطاعات وزارة الداخلية المختلفة لتنفيذ خطة عمل الأمن والسلامة السياحية، كما قامت الهيئة بمشاركة ممثلين من وزارة الداخلية بزيارات استطلاع تجارب كل من مصر والأردن واسبانيا والمغرب في مجال أمن وسلامة السياحة والآثار, وفي مجال التدريب تعاونت الهيئة مع وزارة الداخلية في تدريب 29,549 فرد من منسوبي القطاعات الأمنية في التعامل مع السائح منها منسوبي الأمن العام والجوازات وحرس الحدود والقطاعات الأمنية الأخرى. من جهته أعرب رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يعمل على توطيد العلاقة مع الجامعة التي تسعى إلى تقديم كل ما لديها من خبرات في دعم منتسبي الهيئة العامة للسياحة والآثار في إطار حرص الهيئة على الارتقاء بقدرات منسوبيها وارتياد آفاق جديدة في مجال العلم والمعرفة. وقال في كلمته خلال افتتاح الملتقى أن تنظيم هذا الملتقى يأتي في إطار اهتمام الجامعة بموضوع السياحة وأمنها نظراً لأهمية هذا القطاع في دعم اقتصاد الدول وتنميتها ومردوده الاقتصادي الكبير ودعامته للنهضة الواسعة التي تشهدها الرقعة السياحية العربية. وأشار إلى أن اهتمام الجامعة بهذا القطاع تمثل في تنظيم البرامج التدريبية والملتقيات وإجراء الدراسات والأبحاث فضلاً عن البرامج التي نفذتها الجامعة في المملكة وعدد من الدول العربية ويشارك في أعمال الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام مختصون من الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومن وزارات الدفاع ، والصحة، والتعليم العالي, والتربية والتعليم ،والشئون الاجتماعية والثقافة والإعلام، ورئاسة الحرس الوطني ،والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وإمارات المناطق ، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومديرية الأمن العام ، وقوات الأمن الخاصة، والإدارة العامة للأمن الصناعي ، وهيئة الطيران المدني ، والمديرية العامة للجوازات، والمديرية العامة للجمارك ، ومشاركون من الغرف التجارية والصناعية، وممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي، ومكاتب السفر والسياحة والاختصاصيون في شركات النقل المختلفة والخبراء في مجال السياحة والآثار. ويهدف الملتقى إلى تعميق مفهوم الإجراءات الوقائية للسلامة والأمن في مجال السياحة والآثار، وتطويع التجارب العربية والدولية لصالح أمن وسلامة السائحين والمواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، وتبادل الخبرات بين المشاركين والخبراء في مجال أمن وسلامة السائحين، وتعزيز دور الإعلام في زيادة الوعي السياحي لدى المواطنين ، والعمل على الارتقاء بمهارات العاملين في مجال السياحة والآثار في المملكة ، وتنمية المعرفة والمهارات اللازمة لتطوير مفهوم أمن وسلامة السائحين، والخلوص إلى توصيات من شأنها الارتقاء بإجراءات الأمن والسلامة المتبعة في هذا المجال. لقطه من الملتقى
جانب من التكريم
الامير سلطان بن سلمان وبجانبه رئيس جامعة نايف الرياض | تصوير رشيد الشارخ | يوسف الكهفي