لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فلا يدفعنكم الحمقى والمخبولون إلى ارتداء ثيابهم. هكذا أقول تعليقاً على الفيلم المسيء للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم. واعلموا (يرحمكم الله) أن الحاقدين على الإسلام ورسوله من مرضى اليهود والنصارى وغيرهم سيظلون على حالهم من السفالة والحقارة إلى يوم الدين ما داموا يرون في الاعتداء على الإسلام ونبيه بطولة! وما داموا يرون ردود أفعالنا على سفههم خروجاً على الإسلام وتعاليم نبيه، وكأننا نعطيهم بأيدينا السلاح الذي يطعنوننا به، ويمنحون صورتنا مزيداً من التشويه الذي يروجون له في مجتمعاتهم! فلماذا أيها المسلمون تغلبنا العاطفة حتى تخرجنا عن حكمتنا وعن أخلاقنا الإسلامية الرفيعة؟! تحلّوا أيها المسلمون بإسلامكم يرحمكم الله، واعلموا أن الإسلام دين خالد، وأن الرسول أكرم وأنبل وأكبر من أن ندافع عنه بتظاهرات تخريبية وإيذاء وقتل للأبرياء والمستأمنين. وليس معنى هذا أن نقف سلبيين تجاه إهانة ديننا ونبينا؛ وإنما هناك طرق أخرى لدفع هذه الحماقات وضمان عدم تكرارها، دون تخريب أو اعتداء على سفير هنا أو محاصرة سفارة هناك. وعلينا أن نسأل أنفسنا: لماذا لا تتحرك الدول الإسلامية البالغة 57 دولة من إجمالي 230 دولة على مستوى العالم (أي ربع دول العالم) لاستصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الأديان والأنبياء؟! فهل يعقل أن يحاكم من ينكر محرقة اليهود (مجرد ينكر)، لأنه يهين مشاعر حوالي 13 مليون يهودي في العالم، بينما لا يحاكم من يهين ملياراً ونصف المليار مسلم، بالاعتداء على دينهم ورسولهم؟! أعتقد أن الفرصة مواتية الآن لتحرك إسلامي رسمي مدفوع بتأييد شعبي في مختلف الأقطار الإسلامية لاستصدار مثل هذا القانون الذي لا يسعى أبداً للحد من “حرية التعبير”، تلك الذريعة التي يتبجح بها الغرب، وإنما يحفظ لتلك الحرية قيمتها حينما تحترم معتقدات الناس ورموزهم الدينية، وإلاّ فليهزؤوا من دينهم ومعتقداتهم هم كما يشاؤون! أما أن يهينوا معتقدات الآخرين فتلك لا تسمى أبداً “حرية تعبير”، وإنما هي “همجية”، و”وقاحة”، بل هي بصراحة “استضعاف” للمسلمين! فهل حقاً وصل المسلمون إلى حالة من التشرذم والضعف والتشتت وفقدان الإرادة، بحيث لم يعودوا قادرين على المطالبة بسن قانون دولي لمنع ازدراء ومعاداة الأديان، حماية للإسلام ونصرة لرسوله؟! إن كان كذلك فاعلموا أن أفلاماً أخرى في الطريق، ولكن لا تلوموا ساعتها من أنتجها، أو من مثّلها، أو الدولة التي احتضنتها وبثّتها، بل لوموا أنفسكم!