بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 سيطرت حركة أمل على أجزاء كبيرة من لبنان في الجنوب وصولا إلى بيروت، وكانت الميليشيا الوحيدة التي سمحت لها قوات الاحتلال الإسرائيلي الاحتفاظ بسلاحها. هذه حقائق يعرفها الناس في لبنان جيدا. وعلى مدى سنوات من قيام الأحزاب اللبنانية بأعمال المقاومة ضد إسرائيل كانت حركة أمل تنأى بنفسها عن هذه المقاومة .. إلا أن هذه الحركة لعبت دورا مهما في بيروت ضد سيطرة الجيش الفئوي وقوات الكتائب والقوات اللبنانية .. وبعد ذلك حصلت اشتباكات بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت وهما الحزبان المتحالفان ضد الكتائب والقوات. هذه الحرب أدت إلى دخول القوات السورية لحقن الدماء .. في حينه كان حزب الله قيد التشكيل بقرار سياسي ومالي إيراني .. الجميع يعلم كيف أن القوات السورية قتلت العشرات من حزب الله فور دخولها بيروت .. حينها يبدو أن تشكيل الحزب لم يكن متفاهما عليه بين لبنان وسوريا، وعندما تمت الصفقة بين الأسد الأب وإيران بدأت اللعبة. اللعبة المشتركة من سيناريو وإخراج إيراني سوري قضت بتقوية حزب الله والقضاء على كل الأحزاب اللبنانية والفلسطينية التي تقاوم إسرائيل، وحصر هذه المقاومة بحزب الله والسماح لحركة أمل بمشاركة جزئية، وإلى أن ولدت هذه الاتفاقية حصلت عدة اشتباكات دموية بين أمل وحزب الله أي بين جماعة إيران وجماعة سوريا.. في هذا السياق خاضت أمل منذ العام 1984 حرب المخيمات ضد الفلسطينيين استمرت عامين، سعى حزب الله خلالها إلى النأي بنفسه عنها..لماذا؟ البقية غدا.