تسبب ازدحام المراكز الصحية في تبوك، وعدم توفر بعض الأدوية في بعضها، وإغلاقها بعد منتصف النهار، في لجوء المرضى إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات العامة والخاصة، الأمر الذي تسبب في عرقلة عمل تلك الأقسام المخصصة للحالات الطارئة والحرجة، وإشغال الأطباء عن مباشرة أعمالهم. وقال المواطن عايد السميري، أحد المراجعين في طوارئ مستشفى خالد المدني في تبوك: «أضطر في متابعة حالتي إلى مراجعة قسم الطوارئ في المستشفى، نظراً لتزامن انتهاء عملي مع انتهاء عمل المركز الصحي في الحي الذي أقطن فيه، إضافة إلى قربه من منزلي»، وأضاف المواطن عودة البلوي: «يضطر الطبيب المعالج في المركز الصحي بعض الأحيان لتحويل المراجع إلى المستشفى، وفي الغالب إلى قسم الطوارئ اختصاراً للوقت وابتعاداً عن الازدحام». أما المواطن علي البلوي فرأى من جهته أن لجوء بعض المرضى الذين لا تستدعي حالتهم مراجعة أقسام الطوارئ قد يسبب عرقلة لعمل الأطباء في مباشرة حالات تحتاج رعاية أكثر، وقال: «من المفترض وضع إجراءات صارمة بألاَّ تتم معالجة إلا الأشخاص المضطرين الذين تستدعي حالاتهم مراجعة أقسام الطوارئ». وانتقدت المواطنة سامية راشد التجمهر الذي رأت أنه غير مبرر عند أقسام الطوارئ في أكثر المستشفيات، خصوصاً من قِبل بعض الفضوليين الذين لا مبرر لوجودهم، مؤكدة أن ذلك يعيق إسعاف المرضى وتقديم الخدمات الطبية العاجلة، وتقترح اتخاذ إجراءات صارمة بحقهم، وتضيف: «تكتظ أغلب غرف الطوارئ بذوي المصاب وأقاربه وأصدقائه، على الرغم من وجود حالات أخرى بحاجة إلى رعاية واهتمام وخصوصية». ومن محافظة حقل، انتقد المواطن علي العمراني قلة الممرضين الذين يباشرون الحالات الحرجة التي ترد إلى قسم الطوارئ، مشيراً إلى أن هناك ممرضاً واحداً في أغلب الأوقات يباشر جميع الحالات التي قد تحتاج رعاية فائقة. وأبدى المواطن فهد محمد، أحد المراجعين في مستشفى البدع العام، عدة ملاحظات على قسم الطوارئ في المستشفى، مبيناً أنه بحاجة إلى توسعة وتجهيز غرفة للعناية الفائقة تضم أحدث الأجهزة، لافتاً إلى أنه يوجد في القسم ثلاثة أسرّة فقط، إلى جانب ما تشهده من نقص في بعض الأجهزة، وأشار إلى أنه شهد توزيع أفراد عائلة أصيبت في حادث مروري في فترة سابقة على غرف أقسام التنويم في المستشفى على الرغم من حاجة بعضهم إلى العناية الفائقة. ورأى المواطن فهد العنزي أن أقسام الطوارئ في أغلب المستشفيات بحاجة إلى رفع مستوى الكادر الطبي وزيادة أعداد الأطباء وتوفير الأجهزة والمعدات الأكثر تطوراً، إلى جانب أهمية تطوير مباني أقسام الطوارئ وزيادة مساحتها. من جهته، أكد المتحدث الإعلامي في الشؤون الصحية في تبوك عطاالله العمراني، أن معظم الحالات التي تصل إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات غير طارئة، مشيراً إلى أن عدد المراجعين لأقسام الطوارئ في مستشفيات منطقة تبوك بلغ خلال الأشهر الثلاثة الماضية 220 ألفاً و268 مراجعاً، وقال: «معظمها كانت تعاني ارتفاعاً في درجات الحرارة أو مصابة بنزلات برد أو صداع أو سعال، يمكن معالجتها في مراكز الرعاية الصحية الأولية الموزعة داخل الأحياء السكنية في مدن ومحافظات المنطقة». وأضاف العمراني أن وعي المواطنين والمقيمين من خلال الإسهام في تخفيف الضغط، والعدد المتزايد من المراجعين على أقسام الطوارئ، من شأنه أن يوفر الفرصة للأطقم الطبية والفنية العاملة في تلك الأقسام للقيام بدورها على أكمل وجه في التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تدرس ربط المراكز بمستشفيات ثابتة، وزيادة ساعات العمل في المراكز الصحية كحلول تعمل على تخفيف الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات. على البلوي المواطن عودة البلوي أمام طوارئ مستشفى الملك خالد في تبوك متحدثاً ل»الشرق» (تصوير: موسى العروي)