اقتحم متظاهرون غاضبون أمس مقر سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء احتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول الكريم، فيما فشلت قوات الأمن اليمنية في منع المتظاهرين من اقتحام السفارة رغم استخدامها الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية وغازية وخراطيم مياه ورصاصا حيا نتج عنه سقوط ضحايا لم يُعرَف عددهم. وأحرق المتظاهرون عدداً من السيارات التابعة للسفارة الأمريكية ونهبوا المقر بصورة شبه كاملة وأتلفوا التجهيزات الملحقة به وبأقسامه. وفي أول رد على الاقتحام، أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن بالغ أسفه لما حدث من اعتداء وصفه بالغاشم على السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية. وقال الرئيس «إن من قام بذلك جماعات غوغائية لا تعي ولا تدرك المخططات البعيدة المرامي من قِبَل القوى الصهيونية خصوصاً التي قامت بتأليف ونشر فيلم مسيء للرسول الكريم». وأضاف هادي أن هذه المخططات تستهدف الإضرار بالعلاقة مع الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن «الجماعات الغوغائية استغلت عدم اكتمال الاستعدادات الأمنية اللازمة»، والتي جاءت في ظروف الانقسام في صفوف الأمن جراء الأزمة السياسية التي ضربت البلاد مطلع العام الماضي. وحذَّر الرئيس هادي، في بيانٍ رئاسي، من انعكاس هذه الاعتداءات سلبا على العلاقات الطيبة بين اليمن وشعب الولاياتالمتحدة، وتابع «هذا ما تريده المخططات المعادية للسلام والوئام، والتي تعمل دوما على خلق الفجوات والمشكلات بين الشعوب». وبحسب المصادر الرسمية في اليمن، عبّر هادي عن اعتذاره الشخصي للرئيس الأمريكي باراك أوباما ولشعب الولاياتالمتحدة عما حدث اليوم، مؤكدا أنه يتابع الوضع عن كثب. وفي هذا السياق، وجّه الرئيس هادي بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات ما حدث والعمل على المعاقبة الرادعة للمسيئين والمتسببين في ذلك. وكان رجل الدين اليمني المعروف والقيادي في حركة الإخوان المسلمين، عبد المجيد الزنداني، دعا إلى يوم غضب ضد الفيلم الأمريكي لإيصال رسالة احتجاج مسموعة للأمريكيين على فعلتهم.وشهدت كل محافظات اليمن تظاهرات غاضبة نددت بالفيلم الأمريكي وموقف الإدارة الأمريكية منه، وطالبت التظاهرات بطرد السفير الأمريكي من اليمن ردا على الإساءة للمقدسات الإسلامية.