المدرب الهولندي ريكارد أتى لتدريب منتخبنا ولاقى فريقاً يمر بظروف صعبة، فماذا عساه أن يفعل؟ ولو أننا حكّمنا عقولنا، وكانت لدينا خلفية كروية تؤهلنا لمناقشة سياسته الفنية، فلا أعتقد أن اثنين سيختلفون على أنه قام بما هو مطلوب منه؛ كونه درس وتعامل مع ما هو متوفر لديه في هذة الفترة الوجيزة، التي لن تسمح له بأكثر من ذلك. نعم، حاول ريكارد الحفاظ على سمعتة وسمعة الكرة السعودية (المهزوزة)، وحاول التأهل ليصبح المدرب العظيم، ولتعلوَ أسهمه، وهو يدرك أن هذا لم يحدث وأخفق، فلن تكون هناك مصيبة، ولن يعصف به إخفاقه. وبالطبع، قبل أن يأتي تعّرف على تاريخنا مع المدربين، وحبنا للكرة والفوز، وأمّن نفسه من هذه الناحية. قبل أن نوجه انتقاداتنا لريكارد، يجب أن ندرك أننا في الوقت الحالي لا يوجد لدينا لاعبون بمستوى من سبقهم، إن قمنا بمقارنة بين الأمس واليوم ومركز بمركز، ولابد أن نعلم أن ريكارد أو غيره لن يستطيع جعل الشمراني «ميسي»، أو محمد نور «كاكا»، أوالهزازي «دورجبا»، الحقيقة التي لابد من مواجهتها أننا ينقصنا اللاعب المميز، الذي يجعلنا ننافس على البطولات. التأهل ممكن، ويجب أن نكون مستبشرين خيراً؛ لأن أستراليا ليست البرازيل أو ألمانيا، وإن مستواها متذبذب ومقدور عليها إن شاء الله، وقد يكون لعبنا خارج أرضنا في الوقت الحالي أفضل لنا، ويخفف من الضغط على لاعبينا. إن بعض الكتّاب -مع الأسف الشديد- تهجّموا على المدرب واللاعبين بما لا يليق، دون أن تتوافر لديهم الرؤية الفنية التي يستندون عليها لدعم ما ادعوه بقولهم «المدرب المغرور، اللاعبون المستهترون، عبدة الدينار»، ووصْفهم بعدم الولاء للوطن، وقد طلبوا هؤلاء الكتّاب بالتخلص من كبار السن منهم! إن هذا الحديث أخلاقياً مرفوض تماماً، حكّموا عقولكم، واكبحوا أقلامكم. اليوم تتهمون أبناء الوطن بحبهم للذهب والدنانير والريالات، مقابل حبهم للوطن، وغداً، وبالأقلام نفسها تسطرون أغلى القصائد والكلمات للأشخاص نفسهم. فإلى متى؟