عاد التوتر ليخيم من جديد في سماء العاصمة اليمنية صنعاء بعد فترة هدوء قطعها ظهور الرئيس السابق علي صالح في مهرجان استعراضي لحزبه ضم أكثر من سبعة آلاف من قادة حزبه ووجه فيه انتقادات ساخرة لخصومه السياسيين والثوار. وخرجت مساء أمس الأول تظاهرة مليونية طالبت بنزع الحصانة عن صالح ومحاكمته. وقال قيادي في اللقاء المشترك ل»الشرق»، إن التصعيد ضد صالح يأتي رداً على خطابه الأخير ورسالة له مفادها أن رقبته مازالت تحت مقصلة الثوار حسب قوله. وأعلن المؤتمر عن إعادة مخيمات أنصاره إلى العاصمة ردا على مسيرات المشترك وهو ما عده مراقبون سياسيون عودة إلى المربع الأول ونقطة احتكاك قد تطلق شرارة العنف من جديد في العاصمة. وحشد المؤتمر الشعبي العام أنصاره مع عدد كبير من المسلحين إلى ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء عبر دعوة وجهها إلى أنصاره لحماية رئيسهم «علي صالح» وأبدى المؤتمر تمسكه بالتسوية السياسية وحرص أنصاره على تفويت الفرصة على العناصر المتطرفة في اللقاء المشترك التي تحاول إثارة الفتنة وإعادة البلد إلى المربع الأول. وقال مصدر أمني رفيع ل«الشرق» إن أجهزة الأمن رصدت دخول أكثر من 15 ألف مسلح ينتمون إلى بعض القبائل في محافظات ذمار وآب وصنعاء وعمران وصعدة والجوف ومحافظات أخرى إلى صنعاء تلبية لدعوة وجهها صالح لشيوخ القبائل من أنصار حزبه. وأضاف المصدر أن المسلحين انتشروا في محيط منزل الرئيس السابق وعدد من شوارع العاصمة الجنوبية منذ ليل الإثنين الماضي خشية اقتحام شباب الثورة لمنزل الرئيس السابق في المسيرة التي كان مقرراً لها أن تصل إلى منزل صالح. وقال المصدر إن توجيهات صدرت لأجهزة الأمن بعدم التعرض لأنصار صالح حتى المسلحين منهم خشية وقوع مواجهات مع أجهزة الأمن. بدوره، قال قيادي في المؤتمر الشعبي العام ل»الشرق» إن حميد الأحمر هو من يقف وراء مسيرات التصعيد لأنه يريد نسف المبادرة الخليجية، وأضاف متحدياً «إن أراد حميد الأحمر الحرب فنحن جاهزون وطال صبرنا ونحن تنازلنا عن السلطة ووقعنا المبادرة لمنع انزلاق البلد إلى الحرب الأهلية ولكنهم لا يريدون السلم أن يعم اليمن». وتحدثت مصادر قبلية ل»الشرق» عن إفراغ مخازن كبيرة من السلاح وتسليمها لأبناء القبائل الذي يتوافدون على صنعاء منذ يومين.