قال المخرج خالد يوسف ل «الشرق»: إن نزوله إلى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير كان بسبب رفضه لمواقف نظام حسني مبارك، الذي أدى إلى تهميش الشعب، وزرع الخوف داخله، لكن الثورة أدت إلى كسر حاجز الخوف، وخلع نظام مبارك من أساسه. وأوضح يوسف أن أفلامه كانت تتناول فساد النظام السابق، والدولة البوليسية في مصر، كما تناولت قضايا المهمشين في المناطق الفقيرة، مثل إمبابة. وعانى المخرج المسرحي المصري جلال الشرقاوي بسبب مسرحياته، وكاد يخسر مسرح الفن «المكان»، بعد أن دخل في صدام مع وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني، في سجال طويل في المحاكم انتصر فيه الشرقاوي، وكانت هذه المعركة آخر معاركه مع النظام السابق. وقال الشرقاوي «كل المسرحيات التي قدمها مسرح الفن عرضتها بعد أحكام قضائية تمنع عرضها، وكانت الرقابة تقوم بتخفيفها كثيراً، وحتى الممثلون كانوا يتعرضون إلى التهديد». أما الفنانة المصرية محسنة توفيق فقد حاربها النظام السابق بسبب موقفها من التوريث. وتقول عن ذلك «تم منعي من إنتاج مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول دور بعض النساء في إسقاط أنظمة، وتم إيقاف هذا العمل بتعليمات من جهات عليا؛ خوفاً من غضب زوجة الرئيس سوزان مبارك». أما الفنانة تيسير فهمي، التي أسست حزباً، وخاضت الانتخابات البرلمانية على الدائرة الثالثة بالقاهرة، وساندت الثوار في ميدان التحرير، فقد عانت الأمرّين من النظام، وابتعدت عن التمثيل كثيراً، فأصبح لها عمل واحد في العام من خلال التلفزيون، أما السينما فقد خاصمتها منذ زمن بعيد، واتهمت تيسير فهمي النظام السابق بالفساد، مؤكدة أنها تضامنت مع الثوار، واعتصمت في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير حتى رحيل نظام مبارك، وأبدت أسفها الشديد لأحداث العنف الدامية التي شهدتها مصر ضد الثوار، الذين أسهموا في نجاح الثورة المصرية. أما الفنان مدحت صالح، فقد قاوم بأغنياته في تترات المسلسلات، وأغاني الأفلام، مثل «زواج بقرار جمهوري»، و»ظاظا»، ومسلسل «سكة الهلالي»، وغيرها، الذي كتب معظمها أيمن بهجت قمر، الذي عانى سنوات أيضاً بعدما رفض أن يكتب أغنية عن جمال مبارك. وقال بعد أن زال نظام مبارك «كيف بعد كل هذه الأغاني التي كتبتها ضد الظلم أكتب للظالم».وفي سورية، يتصدر قائمة المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد المخرجان محمد ملص، وهيثم حقي، ومعهما أصالة، ومي سكاف، وكندة علوش، وغيرهم كثير، منذ بداية الأحداث التي مازالت تعصف بسورية حتى الآن.وعلى الصعيد الليبي، انقلب المطرب والموزع الموسيقي الليبي «علي حميدة» على العقيد الراحل معمر القذافي، وابنه سيف الإسلام الذي كان يعتز بصداقته، أما الملحن حميد الشاعري فكان من أبرز المعارضين للنظام الليبي في سنواته الأخيرة، بل ندد بفساد القذافي، وقال عنه إنه مجرم حرب، وغنّى للثوار الليبيين، خصوصاً بعد سقوط ابن عمه شهيداً. والمعروف أن حميدة والشاعري يقيمان في مصر منذ سنوات، هرباً من بطش نظام القذافي.وفي اليمن، يتصدر المطرب أحمد فتحي قائمة المطربين الذين عارضوا وجود علي عبدالله صالح في الحكم لفترة رئاسية مقبلة، ودفع ثمن ذلك اضطهاداً ومطاردة. وهناك عشرات الفنانين من كارهي الشهرة يقفون بجانب الحق من أجل حياة أفضل.