تساقطت نجومية عدد كبير من الفنانين والفنانات في الشارع المصري عقب الأحداث المتسارعة التي جرت منذ انطلاقة ثورة 25 يناير وتأييدهم للنظام السابق ومعارضتهم لفكر الشباب والتشكيك في نواياهم وإطلاق التهم عليهم عبر تصاريح إعلامية تم توثيقها جيداً، لتكون أساساً ل "القائمة السوداء" أو قائمة العار، التي تم تناقلها خلال الأيام الماضية، والتي أعلنت اندثار نجوم ما قبل ثورة 25 يناير. وتساءل المتابعون عن تأثير هذه القائمة في وضع هؤلاء الفنانين المعارضين للثورة في المستقبل، بعد أن افتقدوا جماهيرية كبيرة من محبيهم فور سقوط النظام السياسي السابق، وترجمت هذه المواجهة على أرض الواقع بعد طرد كثير من هؤلاء الفنانين من ميدان التحرير، بعد محاولتهم اللحاق بالركب الأخير، وتبديل الصورة التي ظهروا عليها بتصاريحهم في وسائل الإعلام في الأيام الأولى للثورة، وعد ذلك أول المؤشرات على حجم الأثر الذي ستتركه القائمة السوداء في الفنانين وتأثيرها بالذات في شبابيك تذاكر السينما. الشباب يعلنون مقاطعة أفلام المعارضين وقد ترددت أنباء عن وجود نية لدى كثير من الفنانين والفنانات الذين دخلوا هذه القائمة السوداء بالخروج من هذا المأزق مع جماهيرهم عبر ترك العمل الفني والاعتزال. وكانت مجموعة من شباب ثورة 25 يناير قد أصدرت قائمة سوداء تحمل أسماء الفنانين والفنانات الذين شككوا وشوهوا صورة الثورة، وحاربوها عبر تصاريحهم الإعلامية، وذلك من خلال نشر تلك القوائم عبر مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر. ويأتي في مقدمة تلك القائمة السوداء التي بلغ عددها أكثر ثلاثين فناناً وفنانة "الزعيم" عادل إمام الذي وصف من قبل المتظاهرين ب "الزعيم الأونطة" بعد أن أبدى استياءه الشديد من هذه المظاهرات، واتهم الشباب بأنهم مدعومين من قبل أياد خفية تحركهم من أجل تحقيق مطالب عبثية، ورغم تراجع عادل إمام عن هذا التصريح عبر قناة العربية، وإبدائه التعاطف مع المتظاهرين، إلا أن ذلك لم يشفع له عند الجماهير التي أعلنت مقاطعتها لأعماله. أما الفنانة سماح أنور فتبدو الأكثر تضرراً من الواقع الجديد، وذلك لأنها طالبت في الأيام الأولى للثورة وعبر التلفزيون المصري بإحراق المتظاهرين الموجودين في ميدان التحرير، وأن ليست هناك مشكلة من القيام بمثل هذا العمل، لو قامت به الحكومة المصرية، فيما اتهم الفنان طلعت زكريا المتظاهرين بممارسة الجنس، وتعاطي المخدرات داخل ميدان التحرير، وهو ما دعا المتاظرهين يطلقون عليه لقب "خدام الريّس" بدلاً من فيلمه المعروف ب "طباخ الريّس"، كما وصفت الفنانة مي كساب المتظاهرين بالجهلة، وتراجعت عن ذلك في الليلة التي سبقت سقوط الرئيس، وقالت إنها لم تكن تعرف حقيقة النظام السابق، أما الفنان الشبابي تامر حسني فبدا أكثر النادمين على ما صرح بعد دعوته الشباب إلى العودة إلى منازلهم، وترك ساحة الثورة، وذلك بعد أن تم طرده من ميدان التحرير بعد محاولته التصالح مع المتظاهرين والتحدث عبر الإذاعة الداخلية بالميدان، وقد ظهر بعد هذا الموقف المحرج عبر تصوير كاميرات الجوال وهو يبكي ويأسف على ما جرى له بطرده من قبل الشباب، الذين تغنوا بأغانيه لفترات طويلة مبدياً اعتذاره لهم وأنه ينوي دعمهم بتقديم ألبوم خاص غنائي يعبر عن ثورتهم. وعلى رأس القائمة السوداء تأتي أيضاً الفنانة غادة عبدالرازق، التي هاجمت المتظاهرين وقالت إنهم لا يعبرون عن 85 مليون مصري، كما أبدت استياءها من انضمام المخرج خالد يوسف للمظاهرات ميدانياً، ورغم مرور أيام على سقوط النظام السابق إلا أن غادة اختفت تماماً ولم تظهر حتى لاستكمال تصوير مسلسلها الرمضاني الجديد. ويضاف إلى هؤلاء الفنان أحمد السقا الذي أيد بقاء حسني مبارك حتى نهاية ولايته، وتعرض نتيجة لذلك للطرد من ميدان التحرير، فيما لم يشفع للمطربة شيرين عبدالوهاب إلغاؤها حفلتها في الكويت، وانتقادها التلفزيون المصري، حيث دخلت القائمة السوداء بعد غنائها بمهرجان دبي للتسوق وتحديداً في يوم "جمعة الغضب" وهو ما اعتبره الشباب عدم تقديرها الحقيقي لرغبة الشعب، فيما دخلت الفنانة صابرين القائمة بسبب مطالبتها المتظاهرين الرجوع إلى منازلهم، والوقوف مع حسني مبارك، الذي دافع عن مصر ولم يدخلها في حروب طيلة ثلاثين عاماً. أما الفنان الشعبي حكيم فوصف شباب ثورة 25 يناير ب "شوية عيال" تسببوا في ضياع البلد، وأنه اضطر للجلوس في البيت وانتظار هدوء المتظاهرين لإطلاق ألبومه الجديد!، كما انتقد الفنان الشعبي الآخر شعبان عبدالرحيم المتظاهرين مستغلاً الظروف السياسية كعادته بأغنية أطلقها مع الشاعر إسلام خليل "25 ميدان التحرير". وشملت القائمة السوداء أسماء أخرى لفنانين وإعلاميين ناهضوا الثورة في بدايتها، وعلى العكس من ذلك نجى كثيرين من دخول هذه القائمة ممن اخاتروا الحياد وتحفظوا على الإدلاء بأي تصاريح معارضة أو مؤيدة للنظام السابق. في حين ارتفعت أسهم من شارك فعلياً بالتظاهر مع شباب الثورة الشعبية في ميدان التحرير، أو بتأييدهم تأييداً صريحاً، وشملت هذه الأسماء: عمر الشريف، خالد يوسف، منى زكي، أحمد حلمي، خالد الصاوي، جيهان فاضل، عمرو واكد، تيسير فهمي، خالد النبوي، أحمد السعدني، أحمد عيد، شريهان، عمار الشريعي، نهى العمروس، خالد أبو النجا، ثناء دبس، حنان مطاوع، عفاف رشاد، وأحمد سعد. ويبدو أن الأحداث العاصفة السياسية ستؤثر في مسار الدراما والأفلام والمسرح المصري خلال الفترة المقبلة، وقد تؤدي إلى إعادة الترتيب والتخطيط على مستوى تقديم الأفكار والنص المناسب لجيل شباب مصر الجديد "25 يناير" ومخاطبتهم بخطاب فني وإعلامي مختلف، كما ستعيد هذه الثورة وقائمتها السوداء ترتيب خريطة النجومية، حيث سترفع نجوماً إلى الأعلى وتهبط بالآخرين إلى القاع، وذلك من خلال شباك التذاكر وتكثيف الحضور والاهتمام بالنجوم المؤيدين للثورة، وتجاهل من عارضوها حتى يجبروهم في نهاية المطاف على الاعتزال. صابرين مي كساب تامر حسني