يقول الموسى إن عشرات البيوت -التي تعود للمواطنين- قد استخدمت كأوكار للعصابة الحوثية لمهاجمة القوات السعودية فأقول له حنانيك لا تجهل وخذ الموضوع بسياقه الزمني كاملاً، لأن متسللي الحركة الحوثية المسلحة حينما دخلوا تلك البيوت كانت خالية من سكانها وعلى مدار أكثر من شهرين ونصف نتيجة النزوح الأول لسكان قرى الشريط الحدودي المحاذية لليمن بشكل مباشر وهي: (المجدّعة، الروقي، الخرابة، أم الدغوي، البروكية، المقبص، خفينة، قفعة، المعرسة، السبخاية، قمادة، أبو الريدة ووادي الموقد والمنشوح) حيث كان نزوحهم بتاريخ 28/8/1430ه أي قبل تدخل الجيش السعودي لطرد الحركة الحوثية وبدء أحداث الحرب فعلياً بتاريخ 17/11/1430 ه -وهو تاريخ نزوح كامل قرى محافظة الحرث- وليس بالتواطؤ كما يظن ويعتقد الموسى! ذلك أنه بعد انسحاب الجيش اليمني من قرية “الحصّامة” اليمنية إلى “الملاحيط” جنوباً تمكنت الحركة من دخول مدينة “الملاحيط” المحاذية للحدود السعودية يوم الأربعاء التاسعة صباحاً في 28/8/1430ه واستمر زحفها صوب “المجدّعة” -وهي مشتركة بين السعودية واليمن وبها سكان من الدولتين- فدخلتها الحركة الحوثية عند الساعة الواحدة ظهراً من التاريخ نفسه، وفي تلك الأثناء تدخل الطيران اليمني بغارات مكثفة مما حدا بالعائلات السعودية بالقرى السابق ذكرها -ومعها العائلات اليمنية من المجدعة أو تلك الهاربة من جحيم الحرب في “الملاحيط”- إلى النزوح صوب مدينة “الخوبة”، ولم يتبق في قرى النزوح الأول سوى بعض السكان من الرجال منهم 40 شاباً في قرية “المعرسة” لحماية البيوت، ولاشتداد وطأة الوضع التحق أولئك الرجال بعائلاتهم “المعرسة” لوحدها بالمدفعية الثقيلة وسقط عليها ما يفوق ال50 قذيفة، ولم تسلم قرية “المضبر” -التي تبعد عن الحدود قرابة 3/ كلم- من القصف بصواريخ طائرة يمنية في الخامسة عصراً! وفي تلك الليلة دخل النازحون من اليمن عبر الحدود نساء ورجالاً وأطفالاً حاملين معهم ما استطاعوا بما فيها مواشيهم ولم يقف في طريقهم أحد، تقديراً من الدولة للظروف العصيبة والاستثنائية، أما الأسر السعودية فقد انتهى بأغلبها المطاف لاستئجار بيوت بمدينة الخوبة أو السكن عند أقاربهم بالقرى البعيدة نسبياً عن ظروف الحرب.