ارتسمت علامات التعجب والدهشة على وجه الشاب رامي حمدي عندما سئل احد أصدقائه عن «جبل دخان» و«الخوبة»، خصوصاً أنه لم يسمع عن هذين الاسمين من قبل، ليبادر هو بسؤال: أين يقع جبل دخان هذا، وماذا تقصدون بكلمة "الخوبة"؟ يقول: «لم اسمع بهذين الاسمين قط، ولا اعلم إذا كانت هنالك مناطق في جنوب السعودية بهذه الأسماء»، في حين اكتفى صديقه ماجد عبدالله بقوله: «لم اسمع عنهما شيئاً، ولا أعلم عما تتحدثون!». حمدي وعبدالله ليسا الوحيدين من الشبان السعودي اللذين ليست لديهما خلفية عن مواقع المواجهات السعودية مع المتمردين على الحدود اليمنية (جنوب السعودية)، خصوصاً أن متابعتهم للأحداث ضعيفة، ويرجع رامي حمدي ضعف معلوماته إلى مشاغله وعدم اهتمامه بالقنوات الإخبارية. عدم متابعة الأحداث لا تقتصر على الشبان من دون الفتيات، إذا تعتقد أروى أبو الفرج أن جبل دخان يقع في فرنسا، وسبب تسميته كما أشارت في حديثها ل«الحياة»: «أن سبب تسميته بجبل دخان لتصاعد الأدخنة منه أثناء فصل الشتاء مع برودة الجو». وترجح سجى خاطر أن جبل دخان موجود في أوروبا من دون معرفتها بمكان تواجده أو موقعه على خريطة العالم، وقالت: "في اعتقادي أن جبل دخان موجود في أوروبا، لكنني لا أعلم في أي بقعة تحديداً، أما الخوبة فلم أسمع عنها قبل اليوم". من جانبه، يقول بندر باحسن أن جبل الدخان موجود في جنوب السعودية وفي منطقة جازان تحديداً. وقال: "من متابعتي البسيطة للأحداث التي تجري على الحدود السعودية مع اليمن عرفت بوجود هذا الجبل في تلك المنطقة التي تدور بها المعارك الحربية بين الجيش السعودي والمسلحين". ويقع جبل الدخان في الأراضي السعودية (جنوب غربي بلدة الخوبة) في محافظة الحرث في جازان، اذ يحف جبل الدخان مسار خط الحدود بين السعودية واليمن من الجهة الجنوبيةالشرقية، ويبلغ طول الجبل وعرضه 7 كيلومترات ويبلغ ارتفاع الجبل عن البحر نحو 500 متر عن البحر ويرتفع عما حوله 250 متراً. ويمثل جبل دخان مع جبل الرميح الواقع جنوبه منطقة جبلية واحدة داخل الأراضي السعودية، اذ يبلغ امتداد الحدود السعودية - اليمنية أكثر من 1300 كيلومتر منها مناطق جبلية تمتد إلى 400 كيلومتر من البحر إلى منطقة نجران شرقاً، فيما تغطي بقية المسافة رمال الربع الخالي. وتحيط بالجبل من جميع الجهات بلدات وقرى سعودية منها: الخوبة، الغاوية، مصفوقة، الشانق، المعرسة، السبخاية، جلاح، الراحة، المزبرات، ويحد الجبل من الشمال وادي حمران أحد روافد وادي (خلب) ومن الجنوب وادي (ليه) ويبعد عن مدينة جازان نحو 100 كيلومتر. وتأتي أهمية جبل دخان من كونه يشرف على جميع القرى السعودية واليمنية القريبة منه، ويمثل بداية ارتفاع الجبال من جهة البحر الأحمر غرباً. ويقع إلى الشرق من جبل الدخان "جبل الدود" وهو من الجبال السعودية، ويتميز الأخير بإشرافه على بلدة الخوبة من الشمال الغربي وعلى بلدة الملاحيظ اليمنية التي تعتبر قاعدة سهل تهامة في تلك المنطقة من الشمال الشرقي، كما تقع على سفوحه الغربية بلدتا الغاوية ومصفوقة السعوديتان وبلدة المقبص السعودية من الشرق. ويعد جبلا دخان والدود من جبال تهامة، اذ يبدأ من بعدهما باتجاه الشرق ارتفاع الجبال التدريجي حتى الوصول إلى سلسلة جبال السروات. وتتبع الجبال والقرى اليمنية المحاذية للحدود السعودية في هذه المنطقة إدارياً إلى محافظة صعدة اليمنية الواقعة على مرتفعات جبال السروات في الشمال الشرقي من المنطقة، وترتبط الملاحيظ مع صعدة بطريق معبد يبلغ طوله 200 كيلومتر عبر جبل رازح في محافظة صعدة الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من 2400 متر ويبعد جبل رازح عن صعدة نحو 100 كيلومتر. وتحولت "الخوبة" بعد وقوع الأحداث إلى مسرح العمليات العسكرية في منطقة جازان، وتقع في شرق منطقة جازان بالقرب من الحدود اليمنية وتمتاز بالجبال والأودية والمساحات الزراعية، التي تنتج حبوب الذرة بكثرة، ويعتمد سكان "الخوبة" في مصدر رزقهم على زراعة الذرة. ومن أشهر القرى التابعة ل"الخوبة" المزبرات، العابطية، سودانة القرن، قوى الخقاقة، الغالية، الشانق، المظبر السودي، الفليقة، الجيبة، الدفينية، سر حديد، المدفن، الخوبة الشمالية، القرقاعي، قائم، الكعوب، رعشة المسيلة، بتول، وادي قعموص، الجابري.