كشف كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، عن تهديد الكونجرس الأمريكي بإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن وقطع المساعدات عنها بالكامل إذا أقدمت السلطة الفلسطينية على التوجه إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة غير عضو، رابطا ذلك بتهديدات إسرائيل بوقف نقل أموال الضرائب للسلطة والمساعي لإغراقها في أزمة مالية حادة. لكن عريقات أكد، في تصريحات خاصة ل «الشرق»، أن القيادة الفلسطينية لا يمكن أن تتراجع عن خيارها بالتوجه إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو، خصوصاً بعد اتخاذ الجامعة العربية خلال اجتماعها في القاهرة قبل يومين قراراً بذلك وبدء المشاورات لصياغة مشروع القرار الخاص بهذا الملف لتقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مع انطلاق دورتها القادمة في ال 23 من الشهر الجاري. وحول الإجراءات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية حيال التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، قال عريقات إن الوفد الفلسطيني طلب من الأشقاء العرب خلال الاجتماعات الأخيرة توفير شبكة أمان عربية بقيمة مائة مليون دولار شهرياً لتمكين السلطة من دفع مستلزماتها، مثمِّناً ما تقدمه السعودية من دعم للفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة، وهو ما تجسد في أعظم صوره في منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مئة مليون دولار إضافية على ما تقدمه المملكة من مساعدات للسلطة الفلسطينية، داعيا العرب إلى الضغط على واشنطن بلغة المصالح العربية الأمريكية لتتراجع عن تهديداتها. وفسر عريقات أهمية خيار التوجه إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو بالقول «فلسطين على حدود 1976 والقدسالشرقية ستصبح دولة تحت الاحتلال، ولا تستطيع إسرائيل أن تقول عنها أراض متنازع عليها، وستكون مسؤولية أعضاء الأممالمتحدة وضع حد للممارسات الإسرائيلية»، مبيِّناً أن فلسطين ستكون عضواً بكل المؤسسات الدولية بما فيها منظمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. وأكد عريقات أن طلب العضوية لمجلس الأمن الذي قُدِّمَ العام الماضي مازال ساري المفعول وأوضح أنهم سيقدمون هذا العام مشروع قرار يرفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو. لكنه نوَّه إلى عدم سعيهم لتدمير مشروع حل الدولتين، قائلاً «على العكس هذه الخطوة تتوافق مع كل ما هو موجود بالاتفاقيات مع الإسرائيليين، وتتوافق مع خارطة الطريق، ومع مبادرة السلام العربية، نحن أمام عبثية إسرائيلية، ترفض وقف الاستيطان وتهويد القدس وتستمر في فرض واقع على الأرض».