يؤرخ أهالي القصيم للأحداث باستخدام «سنة الغرقة» أو «الهدم» كما كان يسميها بعضهم، حيث استمر هطول الأمطار حينها على المنطقة قرابة أربعين يوماً، ولم ترَ المنطقة طيلة تلك الفترة أشعة الشمس إلا في أوقات قليلة متفرقة، ورافقتها أضرار مادية كبيرة، وخسائر كبيرة، كما أنها جعلت معظم سكان القصيم يهجرون منازلهم ليبتعدوا عن خطورة الأمطار خلال تلك الفترة، وعادت حكاية هذه القصة إلى مجالس أهالي القصيم الثقافية والاجتماعية. ويقول المؤرخ إبراهيم بن عبيد آل محسن «في عام 1376ه هطلت أمطار شديدة اجتاحت القصيم وهدمت البيوت، وظلت الديمة تهطل قرابة 120 ساعة أي خمسة أيام كاملة، حتى خشي الأهالي من سكنى البيوت، خوفاً من وقوعها عليهم، فقد كان جُل البيوت من الطين خلال تلك الفترة، ولما تكاثرت الأمطار وأوشكت الأمة على الهلاك، خرج الناس إلى البراري خوفاً من سقوط المنازل، وأصبحوا مهددين بالخطر، والسماء لاتزال تصب المياه صباً، حيث أظلمت الدنيا ولم يعودوا يرون نور الشمس، وفي تاريخ 19/5/1376ه أقبلت سحب كثيفة متراكمة وصواعق تداعت جراءها البيوت، التي بدأت بالتساقط وسُمع لها دوي كدوي المدفع، فهرع الناس بنسائهم إلى الصحاري، وتركوا أموالهم خلفهم، غير مبالين بها، ولم نكن نسمع وقتها سوى صوت البكاء والصراخ، واختلط الحابل بالنابل، وقام ضعفاء الناس إلى رؤوس المنابر يكبرون وينادون، وقد جعلوا النساء في أفنية المساجد، وامتلأت المساجد حينها بالناس، كما لجأ جزء من الأهالي إلى الصحاري، مفترشين الغبراء، وملتحفين السماء، وصاروا جياعاً في البراري، وقُدر عدد البيوت التي سقطت في القصيم قرابة الثلاثة الآلاف منزل، كما سقط الجامع الكبير، فوزع الأهالي صلاة الجمعة في ثمانية مساجد، لأنه لم يبقَ من الجامع إلا أكواخ قليلة، وبعثت الحكومة بعض الخيام، ومن ضمنها خيمتان كبيرتان خصصتا للمصلين في الجامع الكبير، حيث تقام فيهما الصلوات في أوقاتها، فضربتا في فناء المسجد واستمر نزول المطر حتى 21/6-1376ه».