الحمد لله الذي من علينا بنعمة الأمطار واجعلها اللهم سقيا رحمة لاسقيا عذاب ولا بلاء ولاهدم ولاغرق والواجب على المسلم ان يشكر الله على هذه النعمة حق شكره ويعظم هذه النعم فبالشكر تدوم النعم فكما شاهدنا غزارة الامطار ولم نسمع ان احداً تضرر بسبب ذلك الاماشاء الله وقبل ذلك كله لطف الله اوسع واعظم. وعندما نقلب اوراق الماضي القريب ونرجع بالذاكرة للوراء تبرز تلك الحادثة المروعة التي لايزال أهل بريدة يؤرخون بها حتى الآن فهي بمثابة الذكرى المؤلمة لمعظم كبار السن حيث امتحن الله بها البلاد والعباد وهي ( سنة الغرقة) او سنة الهدام كما يسميها البعض و التي استمر فيها نزول المطر قرابة الأربعين يوماً ولم تشاهد الشمس الا اوقات متفرقة وحدثت اضرار مادية عظيمة. إن كل حدث يصيب البشرية او جزء منها عبر العصور يجب ان يكون له في نفوسنا وقع وفي حياتنا آية نستدرك من خلالها القوة الربانية التي تسير الكون وتتحكم في مقدرات البشرية وتذكرهم بأن قوة الخالق فوق قوة البشر جميعها بما تملك قال تعالى ( قل هو القادر ان يبعث عليكم عذاباًمن فوقكم أو من تحت ارجلكم) الاية . لذا لعلنا نستعرض بعض ماحصل في سنة الغرقة من احداث ونأخذ العبرة والعظة وذلك بقلم من عاصر وعايش هذه الحادثة بنفسه وروى تفاصيلها رواية مشاهدة الا وهو الشيخ المؤرخ / ابراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن فيقول : في عام 12/5/1376ه من برج القوس هطلت امطار عظيمة اجتاحت القصيم وهدمت البيوت ولقد استمر الديمة 120 ساعة (خمسة ايام) ومما يعجب له ان الله اوقع خوفاً في القلوب من سكنى البيوت حيث يتوقعون انها ستنطبق عليهم حيث كانت جل البيوت من الطين فلما تكاثرث الامطار وأوشكت الأمة على الهلاك خرجت الى البراري خوفاً من سقوط البيوت واصبحوا مهددين بالاخطار والسماء لاتزال منطلقة الوكاء تصب المياه صباً واظلمت الدنيا لفقدهم الضياء ولقد كان الغني من يملك بساطاً يرفعه بأعواد فيجلس وعائلته تحته وفي 19/5/1376ه اقبلت السحب الكثيفة المتراكمة والصواعق تقعقع والبروق تلمع والبيوت تتساقط يسمع له دوي كصوت المدافع وعجت الخليقة الى الصحراء بنسائهم وأموالهم لايلتفت احد الى احد وعجت الخليقة الى فاطرها فوالله لاتسمع الاالبكاء والصراخ والضجة اختلط الحابل بالنابل وقام ضعفاء الناس الى رؤوس المنائر يكبرون وينادون وقد جعلوا النساء في خلوات المساجد وامتلأت المساجد بالناس والكثير بالصحراء افترشوا الغبراء فكانت الارض فراشهم والسماء غطائهم بعد التقلب على الارائك الوثيرة واصبحوا جياعاً بعد التلذذ بأصناف المأكولات واصبحت منازلهم اطلالاً بعدما كانت قصوراً شامخة وانقطعت بهم السبل وقدرت البيوت التي سقطت في بريدة بثلاثة الاف وسقط فيها الجامع الكبير فوزع الاهالي صلاة الجمعة في ثمانية مساجد لأنه لم يبقى من الجامع الا اكواخ قليلة وبعثت الحكومة بعض الخيام ومن ضمنها خيمتان عضيمتان تكن المصلين في الجامع الكبير اوقات الصلوات فضربتا في رحبة المسجد واستمر نزول المطر حتى 21/6/1376ه. عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي مدير مركز علاقات الإنسان بالقصيم [email protected] فاكس 063823499