تتصاعد المواجهات العسكرية بين قوى المعارضة السورية وجيش النظام يوماً إثر آخر، ويفقد النظام قدراته العسكرية تدريجيا على الأرض؛ حيث تسيطر قوى المعارضة يوميا على مساحات جديدة من الأراضي والمدن السورية، في الوقت الذي يزيد النظام من عنفه تجاه المدنيين مستخدما أسلوب المجازر والعقاب الجماعي للمدن والأحياء الثائرة فيها، وقالت هيئات حقوق الإنسان إن النظام ارتكب أكثر من ستمائة مجزرة في سوريا منذ انطلاق الثورة قبل عام ونصف تقريبا، وبلغت أعداد القتلى بمعدل مائتي قتيل يوميا، ويعتمد نظام الأسد منذ أكثر من شهر على أسلوب المجازر عبر القصف من الأماكن البعيدة إضافة إلى الصواريخ والطيران، بالإضافة إلى الإعدامات الميدانية التي ينفذها مقاتلوه أينما تمكنوا من ذلك، حتى أن هذه الطريقة من القتل أصبحت تتكرر يوميا وفي جميع أنحاء سوريا، حتى بلغ عدد الضحايا في شهر أغسطس الماضي أكثر من ستة آلاف قتيل، في وقت لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً حتى عن إدانة القتل، أو اتخاذ موقف من هذا النظام الذي يضرب عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية، واكتفت الدول الكبرى بتحذير الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية، وكأنها تقول للنظام إن ما يحدث مقبول دون استخدام السلاح الكيماوي، وهذا بالفعل ما أعطى نظام الأسد حرية استخدام جميع أنواع الأسلحة ضد المدنيين دون أي رادع حتى بات يسقط يوميا مئات البراميل المملوءة بمادة ال «ت ن ت» التي تحدث تدميرا هائلا للمنازل وتقتل العشرات من السوريين في بيوتهم، كما أن طائراته تلاحق النازحين وتضرب أماكن تجمعهم ولم يعد في سوريا مكان آمن لطفل أو رضيع، وكل ذلك يحدث أمام أنظار العالم وبدعم سياسي وعسكري من طهران وموسكو، والمسألة الخطرة فيما يحدث في سوريا ليس فقط بما يرتكبه النظام من إعدامات ميدانية ومجازر وحتى هدم البيوت بالجرافات، وليس بحجم الدمار والقتل الذي يمارسه هذا النظام الذي لا يقيم وزناً لأي قيم أخلاقية أو إنسانية، بل إن خطورة ما يجري، هو صمت العالم عن ما يجري دون أن يتحرك لردع هذا النظام، بل الأخطر أن دولاً كبرى ربما تبارك أفعال النظام وأنها مازالت لا تريد رحيله.