استقالة المبعوث الدولي – العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان من مهمته هو تحصيل حاصل لفشل مهمته وعدم قدرته على إقناع الأسد بالحلول المنتظرة والمعروفة مسبقًا، ومنها وقف سفك الدماء وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن السورية، والأهم من ذلك إقناع الأسد بالرحيل. عدم تأمين مظلة دولية لمهمته بسبب إخفاقه عجّل بقرار الإقالة والوصول لهذه النتيجة منطقي لعدم وضوح الرؤية لدي كوفي أنان، ولأنه أراد أن يتفاوض مع النظام السوري من منطلقات أنه نظام شرعي، ويمثل كل الشعب السوري وأن المعارضة هي حركة احتجاج بسيطة؛ لذلك سقط في الفخ الكبير الذي نصبه النظام عن طريق المماطلة وشراء الوقت لتحقيق انتصارات على الأرض، لكن كل هذه الحسابات سقطت واكتشف معها خديعة النظام وقرر الاستقالة ليرمي الأسباب على الجميع «النظام والمعارضة والمجتمع الدولي». لن يُجدي مع نظام الأسد أي مبعوث دولي ولا حلول سياسية؛ لأن زمن تلك الحلول انتهى ووصل النظام إلى الخط الذي لا يستطيع أن يتراجع فيه لأن ذلك يعني رحيله. إن التطورات الأخيرة الميدانية والتي تصبُّ في صالح المعارضة تؤشر إلى تحوّلات سياسية لدى الدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمتمثلة في توقيع أوباما وثيقة سرية لدعم المعارضة بكل السُّبل وهو تحوُّل نوعي قد يعجّل بوتيرة العمل العسكري للمعارضة خصوصًا إذا اتفقت دول أصدقاء سوريا على المضي في الحل العسكري. من يعتقد أن الأسد سيقبل بأي حل سياسي واهم، ولا حل غير القوة من خلال تسليم المعارضة ومساعدتها ماديًا ومعنويًا وبشريًا وتدريب شبابها في حربهم ضد النظام. الحسم في المعركة بات وشيكًا بعد أن تطوّرت تكتيكات المعارضة في الاستيلاء على المدن، وخوض حرب حقيقية عبر الاستيلاء على دبابات الجيش واستخدامها في المعركة، كما حدث في حلب وهو ما سوف يُسهم في إقناع بقية قطاعات الجيش السوري بالانشقاق والانضمام للثوار للوصول إلى المعركة الأخيرة التي تتطلب جهودًا مميّزة من الدول المؤيدة للثوار لمؤازرتهم ودعمهم حتى تحرير الأرض السورية من النظام البعثي الدموي الذي يرتكب المجازر الدموية دون رادع كل يوم.