شاركت الناقدة التشكيلية السعودية والباحثة في فنون ما قبل الإسلام، الدكتورة مها عبدالله السنان في الندوة التخصصية «فن المنمنمات – من الواسطي إلى بهزاد»، التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة 14 لمهرجان الفنون الإسلامية، واختتمت في الشارقة مساء الثلاثاء الماضي. وقالت السنان ل»الشرق»: ان الندوة اشتملت على بعض الأوراق التي توافر فيها العمق وسعة المعرفة في حقلها التخصصي النادر عربياً، وعلى الأقل سلّط بعض الباحثين والنقاد العرب الضوء على عدد من النقاط التي كانت غائبة عني، ولفتت نظري لأهميتها المعرفية». وأضافت السنان التي شاركت في الندوة ببحث حمل العنوان «الفن الإسلامي المعاصر – منيرة الموصلي والواسطي نموذجاً»: لقد تلقيت عن بحثي مجموعة من الملاحظات المنهجية الدقيقة بالفعل، والتي تمهد لأن يتجه البحث المشارك في الندوة إلى وجهة أخرى في طريقة تناوله الموضوع، وكذلك النتائج التي خلُصَ إليها، بما يجعل ورقة العمل التي قدمتها ورقة استهلالية لمتن قادم سأعمل عليه حال عودتي إلى السعودية»، معتبرة أن ذلك هو الأهمية الكبرى للمشاركة في مثل هذه الندوات، التي لاحظت غياب الجمهور عنها، سواء من الفنانين، أو الطلبة الأكاديميين من الحقول المتخصصة في الفن، «اقتصر الجمهور على الباحثين المشاركين في الندوة». أما الفنان والباحث الجمالي الدكتور حسين جمعان، من السودان، فشارك ببحث حمل عنوان: «المنمنمات الإسلامية»، فرأى أن أهمية مثل هذه الندوة تكمن في لفت الانتباه إلى أهمية المنمنمة كفن عربي وإسلامي أصيل جدير بالدراسة من قبل الباحثين والفنانين على حد سواء؛ هؤلاء الفنانون الذين لا يعرف أغلبهم شيئاً عن هذا الفن». كما قال: «المنمنمة بوصفها فناً مكتملاً قائماً في ذاته، وينبع من خصوصية ثقافية عربية وإسلامية، وكذلك من خصوصية جغرافية تتمثل في انتشاره في أغلب الأقاليم والبلدان التي تأثرت بالقوس الحضاري للثقافة العربية والإسلامية، وتمثل جانباً من هوية الفن الإسلامي التي من الممكن أن يتم التعامل معها في الألفية الثالثة وفقاً لمعطيات معاصرة تحتمل التجديد والإضافة والتنوع، مع كل فنان يسهم في ممارستها من جديد، وتوظيفها في طرح قضايا جمالية وغير جمالية في اللوحة التشكيلية المعاصرة». وبصدد التوصيات التي خرجت بها الندوة، أشار بيان صادر عن إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بوصفها الجهة المنظمة للمهرجان، والفعاليات الموازية له. إلى أن هذه التوصيات قد تمحورت حول «ضرورة نشر الأبحاث المشاركة في كتاب تخصصي، وتفعيل الورش والمشاركات الخارجية في المعارض المختصة بمجال المنمنمات الإسلامية، وإطلاق موقع إلكتروني يضم جميع المشاركات البحثية والعروض الفنية، وربط الندوة الفكرية بشريك من الجامعات التخصصية لتوسيع القاعدة الجماهيرية، والعمل على تأسيس جمعية عربية خاصة بالفنون تدعمها وترعاها إمارة الشارقة. بحيث تعنى هذه الجمعية بالفنانين والباحثين على مستوى العالم العربي، كما وتقيم المؤتمرات وتعقد اللقاءات الفكرية، وتصدر المطبوعات في هذا الشأن تحديداً». وشارك في الندوة التي استغرقت ست جلسات أحد عشر باحثاً وناقداً عربياً، هم فضلاً عن مها بنت عبد الله السنان، والدكتور حسين جمعان: د.النور حمد من السودان؛ د.إيناس حسني من مصر؛ د.خالد بن المنجي عبيدة من تونس؛ د.ريم وجدي من مصر؛ د.عبدالكريم السيد من فلسطين؛ الباحث محمد الزبيري من المغرب؛ الباحث محمد الناصري من العراق؛ الباحث محمد مهدي حميدة من مصر؛ د.مهى عزيزة سلطان من لبنان؛ د.نورالدين الصغير من تونس.