انتقد ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني افتقاد الحكومة العراقية للهيبة في تطبيق القوانين، في وقتٍ قالت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إن ارتفاع معدلات العنف وموجة الاغتيالات في الآونة الأخيرة يأتي كرد فعل على حملات الاعتقالات العشوائية والتعذيب التي تنفذها القوات الأمنية. بدورها، وصفت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية أوضاع السجون العراقية بعديمة الانسانية نتيجة العدوانية ضد السجناء متهمةً وزارة حقوق الإنسان بالفشل لأن العراق يقبع تحت الصفر في هذا المجال. ويأتي نقد ممثل مرجعية السيستاني، أحمد الصافي، في خطبة الجمعة بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال احد ممثلي السيستاني في بغداد. وقال مصدر أمني ل “الشرق” إن “مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم الكاتمة من السيارة التي يستقلونها تجاه سيارة معتمد المرجع السيستاني الشيخ مقبل الأسدي أثناء توجهه لأداء صلاتي الظهر والعصر في حسينية الحاجة فاطمة في حي العقاري بمنطقة شارع فلسطين شرقي بغداد”. وقال أحمد الصافي في خطبة له “إن الاغتيالات المنظمة تختفي مرة وتعود مرة أخرى لكنها لم تنته، وهي مسألة بالغة الخطورة خاصة الاغتيالات التي تضمنت استهداف عناصر محددة ولها موقعية محددة بطريقة الغيلة والغدر ولم يكن الإعلام منصفاً في تغطيتها خصوصاً في العاصمة بغداد”. وذكَّر الصافي الحكومة العراقية بأن “هيبة الدولة لا تكمن في كثرة القوانين المشرَّعة بل لابد أن يردف التشريع قوة التطبيق”، مؤكدا وجود “فجوة كبيرة بين التشريع والتطبيق”. من جانبه، قال النائب حامد المطلك إن معدلات العنف والاغتيالات في العاصمة في تصاعد مستمر وليس كما يروج البعض أنها اختفت ثم عادت الآن، واعتبر وتيرة أعمال العنف والاغتيالات والجريمة المنظمة رد فعلٍ على ما تقوم به القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي من اعتقالات ومداهمات وتعذيب بشتى الانواع داخل السجون الحكومية. واعتبر المطلك أن “الإرهاب” أصبح شماعة تستخدمها الحكومة لتعليق أعمال العنف عليها وتلبيسها زي القاعدة في وقت يعلم فيه الجميع أن الارهاب أصبح في الأجهزة الأمنية ويمارسه بعض المسؤولين، مبيِّناً أن الإرهاب في وتيرة متصاعدة في العاصمة والمناطق المحيطة فيها ولم يهدأ أبداً ومن المتوقع ازدياد معدله خلال الأيام المقبلة إذا ما بقي وضع الدولة على ما هو عليه. وفي السياق ذاته، أقر القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، النائب عباس البياتي، بعودة موجة الاغتيالات وعمليات القتل بمسدسات الكواتم مرة أخرى في مناطق العراق. وقال البياتي، في تصريح صحفي، إن الاوساط السياسية والاجتماعية تعيش حالة قلق بعد سماعها بعودة الكواتم مرة اخرى، كاشفاً عن قناعته بأن تلك الكواتم تقف وراءها جهات داخلية وخارجية تريد إفراغ العراق من الكوادر العسكرية والفنية والتقنية وتعمل وفق خطة منظمة. بغداد | مازن الشمري