أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلى أن هناك مشروعا دوليا اقليميا لتنفيذ انقلاب في العراق من خلال صناديق الاقتراع. وذكرت (BBC) أن المالكي قال خلال حديث امام عدد من وجهاء محافظة كربلاء في اشارة الى القائمة العراقية، "اذا كان هؤلاء يدعون دول العالم الى ابقاء العراق تحت الفصل السابع معدوم السيادة، وهم لم يخولوا بالحديث باسم العراق فما الذي سيفعلونه اذا ما تولوا زمام الامور في البلاد وشكلوا الحكومة المقبلة؟". كما طالب الجامعة العربية بعدم اتخاذ اي خطوة تنفيذا لطلبات بعض السياسيين العراقيين بتدويل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، ونتائج الانتخابات كون ذلك سيعيد العراق الى المربع الاول ولن يسلم أحد من هذه العودة. وقال: "هذه المحاولات تعطينا الانطباع بوجود مشروع اقليمي ودولي، يهدف الى تنفيذ انقلاب من خلال صناديق الاقتراع، والا لم هذا البكاء والعويل الذي يكتسح العالم بسبب عملية اعادة الفرز؟". وكان "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه المالكي قد خسر بفارق مقعدين في الانتخابات النيابية، التي اجريت في العراق في السابع من الشهر الماضي امام "القائمة العراقية" التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. وقال المالكي ايضا ما نصه "انظروا الى دول العالم وهي تصطف ضد القضاء العراقي". وطالب المالكي بمفوضية جديدة للانتخابات تأخذ على عاتقها مهمة تطبيق القضاء العراقي دون تحريف او تغيير. وقال، في اشارة الى الزيارات التي قام بها علاوي مؤخرا الى الاردن ومصر وتركيا: "انظروا الى الوفود التي تجوب الدول للمطالبة بتدخلها في شأن داخلي لا ينبغي لاحد التدخل فيه". وكان علاوي قد حذر من محاولة "السرقة" الانتخابات، ودعا الى تشكيل حكومة تصريف اعمال برعاية دولية للاشراف على عملية تثبيت نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة. يذكر انه رغم مطالبة العديد من القوائم والقوى السياسية باعادة فرز الاصوات التي ادلي بها في الانتخابات، لم تجر الموافقة الى على الطلب الذي تقدم به المالكي باعادة الفرز اليدوي في العاصمة بغداد. يشار إلى ان اعادة الفرز في بغداد، بثقلها السكاني ومقاعدها ال 68 في مجلس النواب، قد ينتج عنها خسارة علاوي لتفوقه الضئيل. ومن المقرر ان تنطلق العملية الاثنين المقبل وتستمر لاسبوعين او ثلاثة اسابيع. الا ان المالكي اصر اليوم (الجمعة) على ان المحاولات الهادفة لايقاف عملية اعادة الفرز اليدوي للاصوات في بغداد جزء من "مؤامرة دولية" تستهدف ازاحته عن السلطة. من جانب آخر، دعا الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني آية الله علي السيستاني في مدينة كربلاء، في خطبة الجمعة، العراقيين الى حل مشاكلهم بانفسهم وعدم الاعتماد على القوى الخارجية. وقال الكربلائي في خطبته "نحن ابناء بلد واحد، وينبغي علينا وحدنا حمل اوزاره." وعبر رجل الدين الشيعي عن قلقه من الاحتقان السياسي الذي تمر به البلاد، وحث الجهات المتصارعة على الجلوس سوية والتوصل الى توافق فيما بينها. وقال: "على الاطراف السياسية تقبل التنوع الموجود في هذا البلد وفي شعبه، على الكل ان يتصفوا بالتسامح، وكفى للصراع والدم والنزيف".