أسباب عديدة يمكن أن تدفعنا لعدم الرضا عن الوظيفة، لكننا لا نسأل أنفسنا لماذا ينتابنا هذا الشعور؟ بل نمضي به ليؤثر في ردود أفعالنا مع رؤسائنا وزملائنا وحتى في حياتنا الشخصية على اعتبار أنه عمل روتيني علينا أن نؤديه فقط. بينما يؤكد الخبراء أن ذلك يعدّ سبباً رئيساً إما للإخفاق في أداء ما علينا أو اتخاذ قرار خاطئ بالانتقال للعمل في مكان آخر. إلا أن الحل في رأيهم يكمن في عدة أمور بسيطة علينا أن نتنبه لها وتأتي من خلال الإجابة على بعض الأسئلة مثل: فهم أسباب كرهك لعملك أولاً ثم كتابة قائمة بالأمور التي ستجعلك مرتاحاً حال الحصول على وظيفة جديدة، ثم فكر هل بإمكانك تغيير نظرتك للأمور البغيضة أم أنك مضطر للانتقال، فإن كان خيارك هو الثاني فلا تفعل إن لم تكن هناك وظيفة أخرى تحقق لك دخلاً آمناً، مستنداً في قرارك على خطة ومعرفة بكل التفاصيل ومدى مناسبتها لوضعك المهني والعائلي. من المهم أيضاً أن تفكر بعمق هل رغبتك في التخلي عن وظيفتك بسبب توتر العمل أم بسبب ضغوط أخرى في الحياة، لأنك حينها ستنقل هذا التوتر على أي حال حتى لو تركت عملك الحالي. وأحياناً يمكن أن يكون السبب اختلاف اهتماماتنا عن نوع المهام التي يجب علينا القيام بها، أو أن العمل لا يتناسب وما لدينا من مهارات، أو أنه لا يقدم أي فرص تدريبية، أو لوجود علاقات غير إيجابية بيننا وبين من نعمل بينهم، أو لعدم وجود أمان وظيفي مع رؤساء لا يتفهمون احتياجاتنا ولا يقدرون إنجازاتنا، أو وجود خلل في الموازنة بين متطلبات العمل والتزامات الحياة الأخرى، حينها يمكنك طلب الانتقال لدائرة أخرى في المؤسسة نفسها، كما أنه من المهم أن تحاول أن تسيطر على انفعالاتك السلبية أمام الآخرين، لأن المهني المحترف هو من يعلم فضيلة الحذر وضبط النفس في تلك الأوقات. فإن حدث أن وجدت وظيفة أخرى فستحصل على توصيات جيدة عن عملك السابق، وإن تحسنت ظروفك وبقيت فإنك لن تشعر بالخجل مما قمت به. بعض الأذكياء قد يلجأون إلى المشاركة في مشروعات مختلفة مع أشخاص يحبونهم في نفس المكان لتوجيه تلك المشاعر السلبية إلى خبرات ممتعة.