شهدت المكتبات والقرطاسيات زحاماً كبيراً، مع اقتراب بدء العام الدراسي، لشراء المستلزمات المدرسية، مما أرهق جيوب أولياء الأمور، التي لم يمض وقت طويل على انتهائها من شراء حاجيات العيد. وأوضح محمد البوصالح -أحد أصحاب القرطاسيات-أن بداية العام الدراسي موسم تنتعش فيه المكتبات والقرطاسيات، رغم أن دخول أطراف أخرى على السوق، قلل من قيمة الأرباح بنسبة %40، عن السابق، حيث إن محلات “أبوعشرة”، و”أبوريالين” تبادر بمنافسة المكتبات والقرطاسيات ببيع الأدوات المدرسية بأسعار أقل، وينفي البوصالح تفسير ذلك بجشع أصحاب المكتبات، معللا فروقات الأسعار بالبضائع المقلدة، حيث يقع الزبون ضحية سلع رديئة، لا تفرق كثيرا في شكلها عن الأصلية، بينما تفرق كثيراً من حيث الجودة، والسبب الآخر هو كيفية استيراد هذه البضاعة، مشيرا أن الأكثر تداولا في الأدوات المكتبية والقرطاسية الصناعة التايوانية والصينية، ثم الأندونيسية لرخص أسعارها في السوق، ويلاحظ ثبات الأسعار، مع ظهور ملامح سلبية في انتعاش سوق القرطاسية، تمثلت في عرض بضائع مقلدة رديئة بنفس شكل الماركات الأصلية، مع محاكاة أحدث الموديلات للحقائب وباقي المستلزمات. ويؤكد فايز السعد -أحد أولياء الأمور- أنه يضطر للاقتراض لشراء كافة احتياجات المدارس، خاصة وأنه لا توجد فترة كافية بين شراء أغراض العيد، واحتياجات المدرسة، ولا يقف الأمر عند المكتبات، بل إن الأمر يمتد لمستلزمات الرياضة للأولاد، والمريولات وتوابعها للبنات، ويقع الأب ضحية الصيحات الجديدة في البضائع المدرسية التي لابد أن تكون مرتفعة السعر لحداثتها، بالإضافة لأنها تدفع الأبناء لرفض استخدام مخلفات العام الدراسي المنصرم المتبقية لديهم حتى وإن كانت جديدة لم تفتح، فقط لأن فكرتها قديمة. وبينت أم عبدالله -ربة منزل وأم لعدة أبناء- أن المشكلة لا تقف عند حدّ مشتريات بداية العام الدراسي، لأن سلسلة احتياجات المدارس تمتد طوال العام، وما يثير الاستياء فروقات الطلبات من عام دراسي لعام آخر، التي تجبر الأسر على العودة للشراء، وعدم الاستفادة من بعض ما تم شراؤه من أغراض في وقت قصير، خاصة مع موجة تغيير المناهج والتعديلات التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ، كما أشارت للحيرة التي يقعون بها، في اختيار المكان المناسب، والسلعة المناسبة، بسبب تفاوت الأسعار من مكان لآخر، وعدم القدرة على تمييز الجيد والرديء من السلع، بسبب عدم التنسيق الجيد من الجهات المختصة، وتشير إلى أن عملية التفاخر بين الطلبة والطالبات بعضهم البعض، حول أدواتهم المدرسية، تجعلهم لا يقبلون بالتنازل، ويبحثون عن الأعلى سعراً. ولا يخلو الأمر من تقديم المكتبات والقرطاسيات عديد من العروض التنافسية، لتحقيق أكبر نسبة جذب للزبائن، ومن ذلك تخصيص جوائز فورية ويومية، تشمل بعض الأدوات المدرسية، وألعاب الأطفال، والساعات، والبطاقات.