يوشك مشروع قطرى كبد رويال داتش شل أموالا كبيرة منذ عام 2003 على التحول إلى أصل فريد يدر مليارات الدولارات سنويا على مدى 25 عاما مقبلة. ومن المنتظر ان يجني مساهمو شل فائدة كبيرة من مشروع بيرل لتحويل الغاز إلى وقود سائل والذي اكتسب حتى الان شهرته من تكلفته الباهظة التي تراوحت فعليا بين 18 و19 مليار دولار مقارنة بالتكلفة الاصلية التي قدرت عند خمسة مليارات. ولا يزال مشروع بيرل متخلفا عن موعد التشغيل بكامل طاقته الذي تحدد له منتصف العام الجاري. وذكرت شل ان وحدات مشروع بيرل تعمل بما بين 90 و100 بالمئة من المعدلات التي صممت على أساسها ورغم استمرار مشاكل الصيانة في الربع الثالث ما يحول دون عمل الوحدات بكامل طاقتها الا ان تحقيق الهدف الاخير اضحى وشيكا. وقال الرئيس التنفيذي بيتر فوسر الاسبوع الحالي على هامش مؤتمر اوفشور نورثرن سيز في ستافنجر بالنرويج “بدأنا رفع (الانتاج) لكامل الطاقة من جديد ومن ثم نحن في سبيلنا لتحقيق التدفقات النقدية والانتاج الذي نتوقعه منه (المشروع).” وفي الشهر الماضي وصف فوسر المشروع وهو الأكبر من نوعه في العالم بأنه “أصل فريد” وقال إن عمره الافتراضي 25 عاما على أساس وجود ثلاثة مليارات برميل من المكافيء النفطي من الغاز في حقل الشمال يغذي المشروع. وتحملت شل تكلفة التطوير وتصل لحوالي ستة دولارات للبرميل لنحو ثلاثة مليارات برميل من المكافيء النفطي من الغاز. ومقابل ذلك تحصل على غاز من حقل الشمال إلى جانب حصة غير معلنة من ارباح المشروع. وكانت شل أعلنت أن التدفقات النقدية الحرة من المشروع عند العمل بطاقته التشغيلية الكاملة ستبلغ أربعة مليارات دولار في ظل سعر 70 دولارا لبرميل النفط وهو المحدد الرئيسي لسعر وقود الديزل. والتدفقات النقدية الحرة هي السيولة التي تودع في البنوك من المبيعات بعد خصم الانفاق الرأسمالي وهي من أوضح مقاييس الربحية. ولم تزد شل عن قولها إن الارباح تتفق مع غيرها في مشروعات غاز متكاملة ولكن في ظل السعر الحالي لخام برنت الذي يتجاوز 110 دولارات في حين يحصل مشروع بيرل على الغاز مجانا تقريبا ما يجعله مساهما كبيرا في واحدة من أكبر ميزانيات الانفاق الراسمالي للشركات في العالم وبلغت حوالي 30 مليار دولار هذا العام فقط. ويقول محللون ان المشروع لن يتكبد خسائر الا اذا نزل سعر البرميل عن 40 دولارا. وقرار الحكومة القطرية شراء حصة في شل- تردد انها تقترب من ثلاثة بالمئة- ربما يكون دليلا اخر على الارباح المحتملة لمشروع بيرل. وتنتج وحدتان 140 ألف برميل يوميا من الديزل وغيره من منتجات تحويل الغاز لوقود سائل فضلا عن 120 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي والايثان. ويوازي الانتاج من الديزل والوقود السائل وحدهما أكثر من نصف الوقود غير النفطي المستخدم بوسائل النقل عالميا في 2010 حسب أرقام وكالة الطاقة الدولية. وتكفي المياه المعالجة في اطار المشروع مدينة صغيرة وسوف يتم تجميع البخار المتصاعد لتوليد كهرباء وتشغيل توريبنات المشروع. ومشروع بيرل هو ثاني مشروع كبير لشل في قطر الغنية بالغاز في القرن الحادي والعشرين بعد مشروع قطر للغاز 4 وهو مصنع لتصدير الغاز الطبيعي المسال بلغ طاقة التشغيل القصوى في العام الماضي. وتصل استثمارات شل في قطر لنحو عشرة بالمئة من محفظة الانتاج حين يبلغ طاقة الانتاج الكاملة. وذلك على النقيض تماما من الحال في عام 1992 حين سحبت شل معظم موظفي الشركة من قطر نتيجة تضاؤل الارباح في السنوات التي أعقبت تأميم حقول النفط في السبعينات. وحينئذ خلفت شل حفنه من العاملين وأبلغتهم “لن تذهبوا لاي مكان. يوجد كميات هائلة من الغاز في هذا البلد. ينبغي أن نحافظ على صلة قائمة.” وأضحت شل -ثاني أكبر شركة نفط وغاز في العالم- أكبر مستثمر أجنبي في قطر الآن. وتستبعد مصادر داخل شل ان يتكرر مشروع بيرل. وقال مصدر “انه وضع فريد جدا. قطر تركز بصفة اساسية على تصدير الغاز الطبيعي المسال وكانت تحرص على تنويع مواردها. لا تكتشف احتياطيات غاز بالحجم الموجود في حقل الشمال وهذا الشكل من الالتزام الحكومي كل يوم.” ورغم ذلك اوضحت شل انها تتطلع إلى الولاياتالمتحدة حيث ادت تخمة الغاز لهبوط أسعار الغاز الطبيعي لمستويات تجعل مشروعات تحويل الغاز لوقود سائل محل اهتمام. وقال مصدر في شل “طالما استمرت أسعار الغاز منخفضة بدت الجوانب الاقتصادية أفضل .” رويترز | ستافنجر | لندن