يعدّ مسجد التوبة الذي يسمى أيضاً مسجد الرسول «صلى الله عليه وسلم» أو المسجد الأثري، من أبرز معالم مدينة تبوك القديمة. وتذكر كتب التاريخ أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» اختطّه عند بئر كانت هي المصدر الوحيد للماء في المنطقة، أثناء غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة، حيث أقام الرسول في تبوك عشرين يوماً وأدى الصلاة جماعة مع أصحابه في هذا المكان الذي عُرف بعد ذلك بمسجد الرسول طوال مدة إقامته. ويؤكد الدكتور مسعد العطوي في كتابه «تبوك قديماً وحديثاً» المطبوع عام 1413ه، أن مسجد التوبة من المساجد التي بناها الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز «رحمه الله» في عام 98ه، ويوضح العطوي أن العثمانيين جددوا بناءه عام 1063ه، ثم تم تجديده في عهد الأتراك عام 1325ه حيث بُني من الأحجار المشذبة، وظل على هذه الحال حتى زار الملك فيصل بن عبدالعزيز تبوك عام 1393ه وزار مسجد التوبة وأمر «رحمه الله» بإعادة بنائه من جديد على طراز الحرم النبوي الشريف، وتم ما أراد خلال عام واحد. وفي سلسلة موسوعة آثار المملكة الصادرة عام 1423ه ذُكر أن مسجد التوبة تم بناء سقفه من جريد النخل حتى تم تجديده في عام 1062ه، وعندما قام الملك فيصل بن عبدالعزيز «رحمه الله» بزيارة لمدينة تبوك عام 1393ه زار خلالها المسجد وأمر بتجديد بنائه. «الشرق» زارت مسجد الرسول والتقت بإمامه محمد عمر غبان الذي قضى 35 عاماً يؤم المصلين في المسجد، وكشف عن صورة قديمة توضح حالته، وقال «دخل جلالة الملك فيصل وصلى ركعتين تحية المسجد ثم أمر بتوسعته وبنائه، حيث تم الانتهاء من بنائه قبل عام 1395ه، وبعد اكتمال بنائه على هذا الطراز أصدر مساعد رئيس المحاكم في تبوك في ذلك الوقت الشيخ عبدالعزيز الحميد، قراراً بتعييني إماماً لهذا المسجد عام 1398ه». ويوضح الغبان أن المسجد لم يحدث فيه أي تغيير منذ تجديد بنائه في عهد الملك فيصل «رحمه الله»، مؤكداً أنه يتسع لألف مصلٍّ، مشدداً على حاجة المسجد للصيانة والترميم وتغيير الفرش والأنوار وبعض النوافذ. المسجد الأثري بتبوك عام 1380 قبل تجديد بنائه في عهد الملك فيصل