قال شهود عيان في دمشق، إن نحو سبع قذائف هاون سقطت على ساحة العباسيين وأُطلِقَت من جوبر، فيما يُعتَقد أنه أول استهداف من جانب الجيش الحر لتلك المنطقة التي تعد مركزاً لتجمع الأمن والشبِّيحة. كما سُمِعَت أصوات انفجارات قوية في المنطقة قادمة من جهة الزبلطاني، إضافة لإطلاق نار كثيف في شارع الفرنسي بالقصاع، وإثر ذلك أغلقت عصابات الأمن والشبيحة شارع بغداد وسُمِعَت أصوات سيارات الإسعاف تتجه نحو ساحتي التحرير والعباسيين. كما أفيد عن وقوع اشتباكات في محيط المنطقة وتحليق طائرة مروحية في سمائها، وبحسب بعض السكان سقطت قذيفتان قرب المدرسة والباقي في الملعب وخلفه، ما أسفر عن سقوط شهيدين من المدنيين. وفي داريا، ارتفع عدد الشهداء أمس إلى أكثر من 300 شهيد بعد اكتشاف مجازر جديدة ارتكبتها قوات الأمن والجيش أثناء اقتحام المدينة، وعُثِرَ على 122 جثة جديدة بينها 13 امرأة في ضاحية داريا ونحو 79 جثة قرب مسجد أبو سليمان الداراني ليصل عدد الشهداء إلى أكثر من 450 شهيدا منذ بدء الحملة على المدينة. وما زالت مجازر جديدة تُكتَشف، إذ عُثِرَ أمس على 14 جثة جديدة، كما أفيد عن استشهاد عائلة بكاملها وإعدام معظم الضحايا ميدانياً. وقال أحد الناجين من المجازر، إنه أثناء دخوله بسيارته من جهة دوار الباسل نحو التربة، أوقفه خمسة عناصر جيش بعد دخلة النكاشات، هو ومن معه، وأدخلوهم حارة فرعية بحجة التفتيش، وكانوا يجمعون كل من يمر بالشارع، ثم أخذوا بعض الفتيات إلى أحد الأبنية وأُعِدَن بعد ذلك ويبدو أنهن تعرضن للاغتصاب بحسب ما بدا عليهن. وتابع «ثم طلبوا منا أن نخرج كل خمسة أشخاص سويا لتأميننا من العصابات المسلحة، وبعد دقائق كنا نسمع إطلاق نار فيقولون لنا إن العصابات تطلق النار علينا، وعندما وصل دوري أخذوني مع أخي وشخصين آخرين أحدهما معه زوجته، ثم أدخلونا في حارة فرعية، فشاهدنا الجثث مكدسة، وطلب أحد العناصر من المرأة أن تعطيه ذهبها، ثم أخذ قرطيها بعد أن شدهما وقطع شحمتي الأذن، وفي لحظة غفلة استطعت الهروب أنا وأخي ودخلنا من باب منزل عربي وقفزنا فوق الأسطح». وفي دوما بريف دمشق، استمرت الانفجارات العنيفة المتتالية قرابة ساعة ليلة أمس الأول، عند مفرق الريحان وهو عبارة عن مركز لتجمع الأمن والشبيحة، ويحتوي عدداً من مستودعات الذخيرة والدبابات، وتحول مؤخراً إلى مركز لأمن الدولة في دوما، بعد التخلي عن البناء الرئيس لهم واقتصار محتوياته على المعاملات الورقية. وفي يبرود، تحدث ناشطون عن وقوع خلافات أهلية داخل البلدة بعد قصف تعرضت له منذ أيام، إذ خرجت مجموعة نساء وأطفال في وقفة احتجاجية تطالب بخروج الجيش الحر من يبرود حفاظاً على أهل البلدة والنازحين فيها، معربةً في الوقت نفسه عن دعمها وتأييدها له، إلا أن أحد العناصر أطلق النار في الهواء لتفريق المظاهرة، فهب الشباب للدفاع عن المشاركين فيها وطالبوا بمحاسبة الفاعل، وسرعان ما خرجت مظاهرة أخرى تطالب ببقاء الجيش الحر. وطالب الناشطون بمحاسبة مطلق النار والتبرؤ منه لأن حماية المظاهرات السلمية هي من واجب الجيش الحر حتى لو خرجت ضده، وأوضحت مصادر أخرى أن الخلاف حدث لأن قسماً من الأهالي لا يريد بقاء الجيش الحر في البلدة خوفاً من اقتحامها بعد تهديد النظام وتخيير البلدة بين تنفيذ طلبه أو الاقتحام. وأكدت المصادر أن الخلاف حلَّ بعد تذكير الأهالي أن انسحاب الجيش الحر من الزبداني لم يحمها من الاقتحام والنهب، واعترفت هذه المصادر بإطلاق النار في الهواء لتفريق المظاهرة المطالبة بخروج الجيش الحر من البلدة.