بدأت مظاهرات مدن وبلدات ريف دمشق تستعيد زخمها مع وصول بعثة المراقبين الدوليين رغم الحصار الأمني الشديد وعدم التزام النظام السوري بأي من بنود مبادرة عنان. ففي مدينة دوما بريف دمشق أكد الناشط راجح الصمادي ل “الشرق”: أن النظام عزز من وجوده العسكري والأمني في المدينة على عكس تصريحاته قبيل وصول بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا وأضاف الصمادي: لاتزال الدبابات موجودة على الحواجز إضافة إلى مضاعفة عدد العسكر والأمن والشبيحة ضمن المدينة إذ توجد ثلاث دبابات على مدخل دوما إضافة إلى عدد من الدبابات في مناطق متفرقة حول المدينة، وتابع الصمادي: لقد قام الجيش الأسدي بوضع سواتر ترابية لبعض الدبابات فيما تم إخفاء البعض الآخر ضمن حفر خاصة، لإخفائها عن أعين المراقبين الدوليين، وانتشرت أعداد كبيرة من الأمن الشبيحة على طول الطريق بين مدينتي دوما وحرستا، ونوه الصمادي إلى أن المظاهرات السلمية في مدينة “دوما” بدأت تستعيد ألقها رغم الحصار إذ بلغ عدد المتظاهرين في مظاهرة الأمس ما يزيد عن مائتي ألف متظاهر. أما الناشط مازن التلي من مدينة التل بريف دمشق فقال: خرجت مظاهرة مسائية حاشدة من جامع الفاروق وجاب المتظاهرون المدينة وهتفوا بإسقاط النظام ومحاسبة السفاح، وأضاف التلي: وتعرضت المظاهرة لهجوم من الشبيحة في منطقة بيدر السلطاني وبدؤوا بإطلاق النار بالهواء لتفريقها وانفضت بسلام دون إصابات أو اعتقالات، وجابت سيارات الشبيحة المدينة في محاولة لإرهاب الأهالي واعتقال الشبان كما نصبت العديد من الحواجز في المدينة، وتابع التلي: بالرغم من كل أعمال الترهيب التي يقوم بها الشبيحة في المدينة إلا أن الثوار قاموا بتزيين المدينة بالشعارات واللافتات وبعض الأعمال الفنية المستوحاة من الثورة. كما نوه التلي بخروج مظاهرة حاشدة في بلدة عين منين المحاذية لمدينة التل انطلقت من شارع العين. ومن جانب آخر، بيّن التلي أن مدينة التل شهدت في الآونة الأخيرة انتشار عدد من أعمال التشبيح كان آخرها خطف أحد الشبان منذ ثلاثة أيام من قبل مجموعة مسلحة، ثم اتصل الخاطفون بأهل الشاب وطلبوا فدية كبيرة من المال، منوهاً إلى أن تلك العصابة معروفة للجميع في مدينة التل وهي من شبيحة النظام. وبيّن ناشطون من مدينة القطيفة أن النظام عاقب أهالي المدينة على استقبالهم لعائلات نزحت من حمص بإرسال عناصر الشبيحة للمدينة واعتقال عدد من الشبان دون أية أسباب وذلك من أجل إرهابهم، كما أكد الناشطون سماع إطلاق نار في المدينة صباح أمس. وأكد الناشطون خروج مظاهرات حاشدة في بلدات ومدن ريف دمشق في يبرود ووادي بردى والضمير وقارة هتفت للحرية وطالبت بإسقاط النظام وإعدام السفاح ودعت إلى تسليح الجيش الحر. وفي وادي بردى أكد ناشطون استشهاد الشاب بلال محمد دركوش من دير مقرّن متأثرا بجراحه إثر الحملة الأخيرة على وادي بردى. كما شهدت بلدة دير العصافير حملة دهم واعتقالات واسعة طالت العديد من أهالي البلدة وذكر الناشطون دخول أكثر من ثلاثة آلاف جندي للمشاركة بهذه الحملة. وفي مدينة الحفة في الساحل السوري اقتحمت قوات الأسد مستشفى الحفة وسرقت جثة أحد عناصر الجيش الحر كانت في براد المشفى. ويسود توتر شديد في مدينة دير الزور بعد مقتل عنصرين من الأمن على يد الجيش الحر عند شارع النهر قرب منطقة الجورة كانا خارجين من مطعم، وهناك تخوف من أعمال انتقامية.