مدينة الربيع كما يحب أن يسميها الشباب من أهلها أو مرابع الذكريات لأغلب أهل الشرقية.. و(يمة) ومزار أهل الخليج كلهم.. هكذا هي.. الكل له فيها شيء يجذبه إليها..عندما تتكلم عنها تستعيد المثل العربي الشهير.. لا بد من صنعاء ولو طال السفر.. وهذا حال أهل الشرقية والخليج مع النعيرية، ففي كل عام يأخذهم الشوق لمرابعها وربيعها وذكرياتها ودفئها وسوقها وأهلها الطيبين الكرماء. هي مدينة لا تستجدي الناس ليأتوا إليها.. وإنما يأتي الناس لها طواعية وشوقا، تسوقهم ذكريات من الصعب التعالي عليها.. هي مدينة عادية بكل المقاييس ولكن هناك شيئا ما يجذب كل الناس إليها. مدينة كهذه أليست جديرة أن تتميز عن غيرها من المدن.. إي والله من حقها ذلك.. مرت عليها سنوات كانت فيها – النعيرية – شعلة من النشاط وأقيم فيها كثير من المناشط والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية الموسمية، وكان الشباب فيها يزهون فخرا بما يقومون به، وقد أثبت شبابها لكل الزوار والمسؤولين أن بالإمكان فعل الكثير وتطوير الكثير حتى لو لم يتوفر التمويل المالي، وثبت لدى الجميع أن الشباب السعودي قادر على تأسيس وإنشاء المناشط والفعاليات وإدارتها بكل كفاءة واحترافية حتى مع قلة التمويل وندرة الخبرة وصغر السن.. وقد أثبت هؤلاء الشباب قدرتهم على التخطيط وأعداد الخطط و إدارة النشاطات بكل اقتدار، وليس المجال هنا لذكر أسمائهم، فالكل كان لبنة بناء وشعلة نشاط رجالا وشبابا ونساء وفتيات و مسؤولين. حمد الزعبي مدينة كهذه تستحق أن تستمر العناية بها وتطويرها.. تدور بها اليوم فلا ترى سوى شوارع مليئة بالرمال وكثير من الأنقاض، وأرصفة متكسرة وشجيرات صفراء تشكو الأهمال وقلة العناية. تدور في شوارعها فلا ترى سوى مياه المجاري من بعض البيارات أو من البيوت المهجورة. تدور حول المدينة فلا ترى سوى الحشائش الكثيفة والمستنقعات الآسنة التي هي أكبر مربّ للبعوض والحشرات والهوام والفئران. تزور الحدائق فلا ترى سوى ألعاب مكسرة وحفر وحشائش غريبة. تقود سيارتك في شوارعها تظن أنها لم «تسفلت» أساسا فكل الشوارع بها حفريات وحفر لم تسفلت كما كانت. في رأيي المتواضع أن مدينة كهذه تستحق أن يُعمل لها برنامج شامل يتضمن مشاريع سفلتة لكل الشوارع بلا استثناء، وإعادة رصف الشوارع وزراعتها بأشجار جميلة. مدينة كهذه تستحق مقاول نظافة محترم يستطيع أن يؤدي العمل بأمانة، وتحتاج إلى مشروع لسحب ومعالجة كل المستنقعات حول المدينة، وقص وإزالة كل الحشائش من حولها وداخلها، ومعالجة مصادر هذه المستنقعات وضمان عدم حدوثها مرة أخرى، وإزالة جميع المنازل الآيلة للسقوط، وإلزام أصحاب المنازل المهجورة بصيانتها، وإلزام جميع المواطنين بإزالة أنقاض الترميمات وإصلاح البيارات ومنع تسريبات المياه.مدينة كهذه تحتاج إلى تفعيل المهمات المتعلقة بالشأن الخدمي البلدي بشكل احترافي ومهني ورقابي.. تحتاج إلى كفاءات قادرة على التحرك والتغيير وعلى معالجة هذه الأمور وحمل هموم الناس والبحث عن راحتهم ومراقبة أداء المقاولين بشكل صحيح، والتنسيق مع الجهات الخدمية الأخرى لأعادة كل الشوارع إلى وضعها الطبيعي كما كانت قبل الحفريات، والقيام بالمسؤوليات والزيارات الميدانية الفعالة.. نعم الفعالة وإلا فليس لها داعٍ، ومراقبة أداء الموظفين وتفعيل دورهم الإشرافي. وقبل هذا وذاك الإحساس بالمسؤولية كما يراها ولاة الأمر – حفظهم الله – الذين يوصون دائما بتلمس حاجات الناس و العمل على حلها.