انتقدت جماعة العدل والإحسان طقوس حفل الولاء التي ترأسها الملك محمد السادس أمس الأول في الرباط، بمناسبة الذكرى 13 لتوليه العرش، معتبرة إياها طقوسا مذلة تمسك بها «دهاقنة الحكم» في المغرب، من خلال حشد «المسوغات الواهية ما لا يسنده شرع ولا يقبله عقل وتمجه الفطرة السليمة». وكانت طقوس حفل الولاء، أثارت جدلا واسعا في البلاد بعد أن انتقده فاعلون سياسيون ودينيون باعتباره «يحط من الكرامة الإنسانية لتضمنه الركوع الذي لا يجوز لغير الله»، بينما قامت جهات أخرى بالدفاع عن طقوس البيعة لما فيها من أصالة واستمداد من التاريخ الإسلامي. وارتفعت أصوات في الفترة الأخيرة، تطالب بإلغاء أو على الأقل التخفيف من طقوس «حفل الولاء»، الذي جرت العادة أن ينظم سنويا برحاب القصر الملكي بمناسبة تولي الملك العرش. وكان تأجيل هذا الحفل، لتزامنه مع شهر رمضان، ترك كثيرا من التساؤلات حول إمكانية إلغائه، إلا أن بيانا لوزارة القصور الملكية، قطع الشك باليقين، وأعلن عن موعد ومكان تنظيم الحفل بالقصر الملكي بالرباط.وفي المقابل سارع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، بعد انتهاء مراسيم حفل الولاء، إلى التأكيد على شرعية نظام البيعة للملك وتجذرها في التاريخ الإسلامي، معتبرا تنظيم حفل الولاء كل سنة «تجديدا من لدن المغاربة للبيعة التي في عنقهم إزاء الملك باعتبارها عقدا سياسيا ودينيا شاملا». وكما جرت العادة، ظهر الملك بلباسه التقليدي على صهوة فرسه وهو يخرج من بوابة القصر الملكي تحت نفير مزامير أعضاء من الحرس الملكي اعتلوا بوابة القصر، ووسط تهليل العبيد وترديدهم لعبارات الولاء والبيعة للملك كان ممثلون عن الشعب المغربي من جميع المناطق والجهات، ينحنون ثلاث مرات أمام الملك وهم يرددون ما يمليهم عليهم عبيد القصر.