أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس اسم الإمام مالك على الفوج الجديد المتخرج من المعاهد العسكرية المغربية، وقال في كلمة في المناسبة أمس خلال حفلة أداء القسم الذي استضافه في القصر الملكي في تطوان شمال البلاد إن دلالات ذلك تكمن في تكريس وسطية واعتدال العقيدة الإسلامية السمحاء في مواجهة كل أشكال التطرف والانغلاق. فيما رأى مراقبون في إطلاق الاسم رداً على محاولات استهدفت المغرب عبر تصدير ظاهرة التشيّع، وأدت - إلى جانب خلافات أخرى - إلى قطع العلاقات بين الرباط وطهران في وقت سابق. وحرص الملك محمد السادس على إضفاء بُعد ديني على خطاب العرش الذي ألقاه أول من أمس، إذ شدد على التزام بلاده وحدة الإسلام والمذهب السني المالكي. وأضاف بهذا الصدد: «غايتنا تحصين اعتدال الإسلام وتسامحه وترسيخ تعايش العقيدة مع مختلف الديانات والثقافات». ولفتت المصادر إلى أن مشاركة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في احتفالات عيد الجلوس التي صادفت العشرية الأولى في حكم الملك محمد السادس، اتسمت برمزية في هذا النطاق، بخاصة أن قطع العلاقات بين المغرب وإيران جاء على خلفية تضامن الرباط ومملكة البحرين في مواجهة مطالب صدرت في إيران ومست بسيادتها. الى ذلك، رأس العاهل المغربي أمس احتفالات تقديم الولاء والبيعة، التي تعتبر تقليداً متوارثاً لدى الملوك المغاربة يعكس عقد الوفاق بين الملك والشعب، وأرخ الرسام العالمي دولاكروا لهذا التقليد في لوحة شهيرة، فيما يعتبر الملك أحمد المنصور الذهبي أول من عاود هذا التقليد في تاريخ البلاد. وتجري وقائع حفلة الولاء والبيعة في ساحة فسيحة إذ يمتطي الملك الذي يُعتبر أمير المؤمنين في المغرب صهوة جواده، فيما يتوالى توافد المنتخبين والنواب ورجال السلطة في مختلف المحافظات لتقديم الولاء. وكان المغرب أفاد من هذا التقليد في سعيه إلى ضم المحافظات الصحراوية. إذ عرض أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي في عام 1974 وثائق تؤكد ارتباط سكان المحافظات بالولاء لملوك البلاد الذين كانوا يعيّنون القادة والمسؤولين الذين يفوّضون لهم سلطات روحية وسياسية واجتماعية. «بوليساريو» الى ذلك، صرح القيادي المنشق عن جبهة بوليساريو أحمد ولد سويلم بأن اقتراح الحكم الذاتي «يستحق ان يؤازر من طرف جميع الصحراويين» وأنه يشكل الحل المنطقي المناسب لقضية الصحراء. ويعتبر الشيخ ولد سويلم من أبرز قادة «بوليساريو» الذين التحقوا بالمغرب في الفترة الأخيرة، بخاصة أنه كان يرأس وفد الجبهة إلى عمليات تحديد الهوية التي تهدف إلى تحديد المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء المتحدرين من أصول صحراوية. ويبدي المغرب حرصاً شديداً على اعتبار خطة منح حكم ذاتي لإقليم الصحراء حلاً وحيداً لنزاع الصحراء. ومن المقرر ان تبدأ في وقت لاحق أعمال مفاوضات مصغرة غير رسمية في أوروبا برعاية الموفد الدولي كريستوفر روس للبحث في استئناف مفاوضات مانهاست (نيويورك) المعلّقة منذ العام الماضي.