تشرك أسر سعودية الخدم من عاملات منزليات وسائقين في مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث تجهز لهم «هدايا» بهذه المناسبة، وتقدم لهم «كسوة العيد»، وتختلف طرق العائلات، وتذكر أم مشاري أنها تخصص مبلغا لشراء كسوة العيد للخادمة، وتأخذها إلى السوق كي تنتقي ملابسها، وتضع «هدية» مثل التي تخصصها لأبنائها، وفوجئت مرة بأن الخادمة بكت فرحا من المفاجأة. وتضيف أم ناصر «أمنح خادمتي وسائقي مكالمة هاتفية لبلدهم، يعايدون أبناءهم ويطمئنون على صحة أهلهم من خلالها، كما أنني أصطحب خادمتي معي خلال نزهات العيد». وتسمح أم مروان لخادمتها بزيارة إحدى قريباتها التي تعمل لدى الجيران في يوم العيد، لتمحو شعور الغربة من قلبها، كما تعطيها مبلغا من المال لشراء هدية، وتؤكد أن تعاملها الحسن مع خادمتها جعلها تقوم بعملها على أكمل وجه، بل إنها تخدم كل أفراد الأسرة بإخلاص. ويبين أبوأنور أنه اعتاد شراء ملابس جديدة لعامله في المزرعة في الأعياد، مع مبلغ مالي «عيدية»، ويخصص له «حلويات» العيد، ويمنحه إجازة ثلاثة أيام بلا عمل للاستمتاع بالعيد مع أصدقائه. وتقول الخادمة «ميري» سيريلانكية الجنسية «كنت حزينة لقضاء العيد بعيدا عن أهلي في الغربة، ولكن تعامل الكفيلة «أم ناصر» معي أسعدني كثيراً»، مؤكدة أنها تحتفظ بكل هدايا العيد التي تلقتها منها لاعتزازها بها. وتؤكد الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح على أن منح العامل أوالعاملة هدية العيد، مهما كانت بسيطة، وكسوتهم مهما كانت رخيصة، لها أبلغ الأثر في نفس العامل والعاملة، حيث تعزز العلاقة بينهم، وتورث الوفاء والإخلاص في قلبهم للعمل وصاحبه، وبذلك يأمن على نفسه وعلى أهله، وتوضح أن إهمال المستخدمين، والتعامل معهم بفوقية، والبعد عن الإنسانية، خاصة في المناسبات المشتركة كالأعياد، له آثار نفسية سلبية وخيمة قد تنعكس على صاحب العمل، وتحث الجميع على الرفق في التعامل مع مستخدميهم، خاصة في المناسبات العامة كالأعياد، مشيرة إلى أن هناك مواضع خاصة للشدة، ومواضع أخرى للين.