تتجاهل المسنة أم محمد من منطقة محايل عسير النظرة الدونية من المجتمع المتحضر، ولا تلتفت إلى نداءات كثيرة قد تمنعها من مزاولة عملها في رعي الأغنام، الذي بدأته منذ الطفولة فتمسكت به وظلت تمارسه، رغم تطور الحياة الذي يحيط بالمزرعة الصغيرة التي تقف بجوارها لمتابعة ومراقبة أغنامها ولم يمنعها الانتقاد من الاستمتاع بهوايتها التي تعود جذورها إلى عشرات السنين. ورافقت «الشرق» أم محمد في يوم رعوي وهي تمارس مهنتها اليومية ترعى قطيع الأغنام في المنطقة الجنوبية وتحديدا في تهامة عسير، حيث أكدت أنها تعتني بالأغنام منذ الصغر، كعادة توارثتها عن الآباء والأجداد عندما كانت الأغنام في حينها تمثل مصدر عيش وأمان من الفقر، وكانت الماشية موردا للدخل لدى عدة عائلات في المنطقة الجنوبية، وخصوصا في تهامة التي تشتهر بهذا النشاط، أما الآن وبعد تغير الحال ووجود مصادر دخل متعددة في ظل ما توفره الدولة، فلم تستطع ترك هذه الهواية التي تجد فيها المتعة، فتصطحب أبناءها إلى المراعي المتوفرة، ومن ثم تتنزه وتباشر الرعي الذي تؤكد بأن له أصولاً ومفاهيم، و ترعى أم محمد الغنم على فترتين، صباحية و أخرى مسائية، وتضيف أن الأغنام تمثل بالنسبة إليها هواية شيّقة، وتستفيد منها كمصدر غذاء حيوي كونها تتغذى على العشب النظيف، ومن المزارع المسقية بماء المطر، حيث تعيش أغنامهم معتمدة بشكل كامل على الطبيعة، كما أنها من إنتاج محلي ولا تختلط بالأغنام المستوردة بتاتاً. وتذكر أم محمد أن أكبر الصعوبات والعوائق التي تواجهها تتلخص في نظرة المجتمع الجديد المتحضر ل «راعية الأغنام» ، مبينة أنها تمارس مهنتها منذ الصغر، وتفتخر بأصالة هذه المهنة التي تعدها جزءاً من حياتها اليومية.