لم تتراجع العادات والتقاليد لدى كثير من الأسر البدوية، على الرغم من اندماج الجيل الجديد وتفاعله مع تقنيات العصر، فما زالت عادة الإكثار من إنجاب الذكور مصدر الفخر لكل عائلة، بغض النظر عن توافر فرص وظيفية أو متطلبات الحياة المعاصرة للمواليد الجدد، حيث كشف فريق بحثي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمشاركة باحثين من جهات مختلفة حول طبيعة المجتمع الرعوي والعوامل المؤثرة على التوازن الطبيعي للبيئة الرعوية، أن حجم الأسرة في المجتمعات الرعوية كبير نسبيا، إذ يصل إلى أكثر من تسعة أشخاص لإجمالي عينة الأسر، وأن أغلبية الأسر لا تمارس أعمالا أخرى غير الرعي، والذين يعملون منهم يتقاضون أجورا لا تزيد على أربعة آلاف ريال في الشهر. وتبين من خلال الحصر توجه أهل البادية المعاصرين إلى تربية الأغنام بدرجة أكبر من الإبل، نظرا إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق وانخفاض تكلفة تربيتها، عكس الإبل التي فقدت كثيرا من قيمتها الاقتصادية بعد انتشار السيارات، وبلغ حجم المبيعات السنوية الكلية للمواشي في المناطق الرعوية أكثر من 90 ألف رأس، منها 62 % في الصمان، و 38 % في الشمال، وتمثل الأغنام 82 % من إجمالي هذه المبيعات، خصوصا سلالة النعيمي التي تعد الأكثر انتشارا في هذه المناطق بنسبة 69 %، تليها النجدي بنسبة 19 %، ثم الإبل بنسبة 8 %، أما الماعز فلم تتجاوز 5 %. وأظهرت نتائج المشروع البحثي لحصر المراعي في المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من المملكة أن 70 % من المراعي محل البحث متدهورة وفقيرة في الغطاء النباتي، وأفضلها في الغطاء النباتي أجزاء من مراعي الصمان، بنسبة 84 %، تليها مراعي حائل والقصيم بنسبة 69 %، ثم مراعي الجزء الجنوبي لهضبة الحجرة «اللبة» بنسبة 21 %. واختتم معدو البحث الميداني دراستهم بعدد من التوصيات، أهمها الاستمرار في سياسة المملكة نحو تشجيع البدو على الاستقرار الدائم في القرى والهجر من أجل تعليم أبنائهم، والاستفادة من الخدمات الصحية وغيرها، إضافة إلى عمل برامج تدريبية مناسبة لتأهيلهم للحصول على أعمال، وشددت على إنشاء قاعدة بيانات تحتوي على المراعي وخصائصها وإمكانياتها والمستفيدين منها، إضافة إلى حصر أعداد السكان المعتمدين على المراعي وخصائصهم الديموغرافية والاقتصادية، وحصر الثروة الحيوانية في كل منطقة، وتحديد الأوقات المناسبة للرعي للمناطق حسب خصائصها