بدد رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الشائعات حول مكان وجوده وظهر للمرة الأولى منذ انشقاقه، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأردنية عمان. الشائعات كانت رافقت أيضاً عملية انشقاقه، ما تسبب في ترويج رواية إعلامية واسعة حول وقت وصوله للأردن الأحد قبل الماضي، في حين كانت «الشرق» انفردت بتأكيد عدم وصوله للأردن وقتها. وفي مؤتمره الصحفي بدا حجاب متحفظاً، واكتفى بقراءة بيان مكتوب أعلن فيه أسباب انشقاقه، ورفض الإجابة على أي سؤال من أسئلة الصحفيين. وقالت مصادر ل «الشرق» إن تحفظ حجاب عن الإجابة جاء مراعاة لحساسية الموقف الأردني الرسمي، ولعدم كشف تفاصيل عن عملية لجوئه إلى الأردن والتي أكدت مصادر «الشرق» أن الأردن كان على علم بها قبل عدة أيام من تنفيذها. ولم يكشف حجاب عن أي من خططه المستقبلية في مؤتمره الصحفي الذي عقده في فندق حياة عمان، مكتفياً بالقول إنه لا يطمح لأي منصب في سوريا، في حين تتوقع مصادر أردنية أن تطول إقامة حجاب في الأردن، مستدلة على عقده مؤتمره الصحفي الأول في عمان. حجاب في كلمته المكتوبة قال إن النظام السوري لا يسيطر على أكثر من 30% من الأرض السورية، وأنه بات منهاراً مادياً ومعنوياً واقتصادياً، كما وصف وضعه العسكري بأنه متصدع. ودعا الجيش السوري إلى التصرف مثل الجيشين التونسي والمصري، معلناً براءته من النظام السوري الذي وصفه بأنه فاسد ويقوم على القهر والإجرام وقمع إرادة الشعب. ووجه حجاب الشكر إلى تركيا والسعودية وقطر على دعمها للثورة، داعياً إياها إلى مواصلة ذلك الدعم. كما وجّه حجاب الشكر إلى الأردن على كرم الاستقبال. كما وجّه نداءً إلى المعارضة السورية بالخارج لتوحيد جهودها، وهو ما عزز تكهنات بدور محتمل لحجاب في توحيد المعارضة السورية التي تعاني من التشتت حتى الآن. وكشف حجاب في مؤتمره الصحفي عن أنه استقال بإرادته، وقال: «لم تتم إقالتي كما ردد النظام بل كنت على رأس العمل أثناء خروجي من سوريا «. وأن رحلته من العاصمة السورية دمشق حتى وصوله الأردن مع عائلته استغرقت ثلاثة أيام».