يستهلك نحو 84 ألف صائم يفطرون على موائد الرحمن التي يقيمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة غرب العاصمة السعودية الرياض خلال شهر رمضان المبارك، نحو 414 ألف عبوة من الماء والعصائر والألبان الطازجة، و1440 كجم من الأرز، وقرابة 19 ألف دجاجة مشوية، و1440 كيلوجراماً من التمور، وذلك في واحد من أكبر وأطول مشروعات التفطير في السعودية. وكشف المدير التنفيذي للمكتب الشيخ فؤاد بن عبدالرحمن الرشيد، أن مخيمات التفطير التي يقيمها المكتب تشهد هذا العام إقبالاً من الصائمين من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية والأوروبية، مشيراً إلى أن المكتب اتخذ هذا العام خطوة جديدة وهي توحيد مواقع التفطير بنظام المخيمات في مخيمين كبيرين الأول بجانب المكتب، والآخر على الطريق الدائري الغربي بجانب صناعية البديعة. وأضاف أن المكتب الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد درج سنوياً منذ افتتاحه عام 1412ه على إقامة مشروع تفطير الصائمين، مشيراً إلى أن موائد التفطير اليومية تعدّ واحدة من أطول موائد التفطير في السعودية بطول 400 متر، وعلى مساحة إجمالية تقارب ألفيْ متر مجهزة بأحدث التجهيزات الفنية والصوتية والتكييف. وأضاف أن هذا المشروع الذي يشارك فيه 2800 صائم يومياً يهتم بجانبي التفطير والدعوة وتوعية الجاليات المسلمة وغير المسلمة داخل هذا البلد المبارك، مشيراً إلى أن المشروع يستهدف الجاليات المقيمة في نطاق عمل المكتب التي تشتمل على الجاليات الإندونيسية، البنجلاديشية، السريلانكية، الهندية، الباكستانية، الفلبينية، إضافة إلى جنسيات أخرى. وأكد أن مشروع التفطير يهدف إلى ترسيخ سنة التكافل الاجتماعي من خلال إطعام الطعام، وإحياء سنة تفطير الصائم في حياة المسلم وفتح باب من أبواب الصدقة، وإدخال الفرح والسرور في نفوس الصائمين والمنتفعين من المشروع، ودعوة وتعليم الجاليات بأمور دينهم، إضافة إلى نشر المحبة والتعاطف بين المسلمين من خلال هذا المشروع الذي يشتمل كذلك على أنشطة متنوعة وبرامج تتضمن أكثر من تسعين نشاطاً تتمثل في كلمات دعوية يلقيها أكثر من 15 داعية بلغات مختلفة، ومسابقات ثقافية، وتوزيع الكتب والأشرطة والحقائب الدعوية. وأوضح الشيخ الرشيد أن تكلفة مشروعيْ التفطير والعمرة تقدر بنحو 600 ألف ريال، مشيراً إلى أن المشروع يعتمد بعد الله على دعم المحسنين من هذا البلد المبارك وتحت إشراف ومتابعة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وفق آلية نظامية أعدّها المكتب لجمع التبرعات لهذا المشروع سواء عن طريق حسابات المكتب الرسمية أو من خلال المكتب، داعياً في الوقت نفسه محبي الخير للإسهام في هذا المشروع واحتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى، واغتنام فرصة الأجر والظفر بثواب الدعوة إلى الله على حساب التفطير بالمكتب في بنك الراجحي الحساب رقم 282608010155538. من جانبه، كشف مدير المشروع أحمد الزهراني، أن عدد العاملين في المشروع فاق خمسين شخصاً بين مشرفين وإداريين وإعلاميين ومتطوعين وعمال وحراس وموظفين يعملون في قسم تنمية الموارد لجمع التبرعات النقدية، مشيراً إلى أن البرنامج يشتمل على تنظيم عديد من المسابقات وتوزيع جوائز تشتمل على هواتف محمولة وبطاقات شحن مسبقة الدفع، وشرائح جوال. وفيما يتصل بالفرق بين الإفطار في المخيمات والمساجد والمخيم الجديد، قال الزهراني إن المخيمات الجديدة تتميز بتوحيد الجهد في المخيمات وتحقيق شعار المكتب «إفطار ودعوة»، والتخلص من الإفراط في الدعوة وعدم تغطية كل المواقع، وضمان وصول الوجبات للمستحقين من الصائمين، والترغيب في الحضور والاستفادة من الدعوة للصائمين بالهدايا والجوائز، إضافة إلى تحقيق مبدأ العمل التطوعي للمتطوعين، وقدرة الإخوة على إقامة برنامج دعوي ثقافي. وكشف الزهراني عن عدد من المواقف التي صاحبت المشروع، من أبرزها حرص أحد كبار السن على إحضار وجبات غذائية يومية للمخيم على حسابه الخاص مع أن حالته المادية محدودة، بل إنه استأجر عاملاً لتوزيعها على الصائمين، وأيضاً تبرع عدد من الفائزين بجوائزهم للمشروع، فيما يحرص البعض على إحضار وجبات دسمة للتفطير تتمثل في تقديم ذبائح مطبوخة للمشروع. يُذكر أن عدد المستفيدين من المشروع طيلة ال22 عاماً الماضية بلغ أكثر من 915 ألف صائم. صائمون من الجنسيات كافة ينتظرون لحظة الإفطار