يروي الفنان حمد العثمان ل«الشرق»، أن الاستعداد لشهر رمضان كان يبدأ بتأمين ما يحتاجه البيت من أطعمة قبل عشرة أيام من دخول الشهر الكريم، حيث كان يتم تجهيز حب الهريس والجريش، وخبز الرقاق لعمل الفرِّيد «الثريد»، وكنت تشاهد الأطفال وهم يحملون الصحون المغطاة «بمكبة» إلى الجيران، فهذا يطرق باباً، والآخر يذهب إلى الباب الثاني، أما «المكبة» فهي أداة تصنع من «وسل» النخيل لتغطى به الصحون. وكنا أيضاً نذهب إلى موقع المدفع في العدامة، بجوار سوق السمك القديم، وعندما كنا نراه ونسمعه نرجع بسرعة إلى بيوتنا. ويقول العثمان: «أذكر في تلك الأيام أن الوالد كان لديه «راديو»، وكان بعض الجيران يسهرون في بيتنا مع الوالد حتى ساعة متأخرة لسماع الأخبار. أما التليفزيون فكان في «الفريج»، أي في حي الدواسر خلف بيت الخان، وكان هناك رجل طيب من أهالي البحرين يعمل في شركة الكهرباء، ينادونه ب «عبدالله البحريني«، رحمه الله، ولديه تليفزيون في مجلسه المطل على الشارع، وقد كان يفتح النوافذ لنا، وكنا نأتي ونجلس على «دشة» لنشاهد التليفزيون من وراء القضبان. وأما في بيت أهلي، فقد سبق التليفزيون الكهرباء في دخوله إلى منزلنا، حيث كان لدينا قطعة أرض صغيرة ورثتها الوالدة بجوار منزلنا، قمنا ببيعها ب2000 ريال، واشترينا أول تليفزيون ب1200 ريال، وذلك التليفزيون كان يعمل على بطارية قيمتها ثلاثون ريالاً، وبعد أن أدخلنا الكهرباء إلى منزلنا اشترينا جهازا آخر يعمل على الكهرباء، وفي العشر الأواخر من رمضان كان الوالد، رحمه الله، يأخذنا إلى السوق لشراء ملابس العيد.