قرر "سامي" وزوجته "ندى" أن يدخلا في برنامج رياضي شديد الضبط، وذلك بعد انقضاء ما يقارب أكثر من عشرة أيام على شهر رمضان، وبدى واضحاً أن هناك ازدياداً في الوزن لديهما كبير، فلم يحاول "سامي" و"ندى" أن يبحثا كثيراً عن الأسباب التي دعت إلى زيادة الوزن لديهما، فالإقبال على تناول الأطعمة الدسمة من الأمور الكفيلة بزيادة معدل السمنة بين الصائمين، حيث يزداد في شهر رمضان عن غيره من الأشهر.. فهل لتنوع الأطعمة والتفنن في أشكالها ومذاقها دور في ذلك؟، أم أن الإمساك عن الطعام والشراب يصيب المرء بنهم الطعام بعد الإفطار؟. شهر مفتوح! تقول "أم دانة" إن رمضان يعتبر شهرا مفتوحا، ولا نستطيع أن نحدده بمأكولات معينة لتزامنه مع إجازة الصيف, وتجمع الأسرة, حيث لا نفكر كثيراً في عمل حمية غذائية أو اتزان غذائي، بينما ترى "منى إبراهيم" صعوبة ضبط النفس بحمية غذائية, فقد تصل الوجبات إلى أربع وجبات يومية متفرقة، ولكن ليست دسمة على مدى اليوم، وتوافقها الرأي "الهام محمد" في صعوبة عمل توازن غذائي مع سفرة رمضانية ممتدة طيلة الشهر, خصوصاً الحلويات التي قد تكون بشكل يومي خلاف الأيام الباقية. وأشارت"جميلة البقمي" إلى أنه في هذا الشهر تكثر الزيارات العائلية, وتكون الوجبات متنوعة ومتفرقة بكافة أشكالها, مؤكدة على أن السمنة لا يتمناها أحد، ولكن بعد رمضان تعود المياه لمجاريها. تنوع الغذاء وناشدت "البندري عبد الرحمن أبو نيان" -رئيسة قسم التثقيف التغذوي بالإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة- بأهمية التخطيط الغذائي لشهر رمضان، ومن ذلك أن يكون التسوق لشراء الأغذية أسبوعياً وحسب الحاجة, وأن تكون الوجبات الغذائية تختلف من يوم لآخر سواء للخضروات أو الفواكه؛ لضمان التنوع الغذائي, إضافة إلى تحديد استهلاك الأغذية والتنويع فيها؛ كتناول نوع واحد من المعجنات مرتين لثلاث مرات في الأسبوع أو قطعة واحدة يومياً، مؤكدة على أهمية استثمار الصوم لصالحنا في صرف الدهون المتراكمة في الجسم، من خلال إتاحة الفرصة باستخدامها كطاقة للجسم أثناء الصيام، وفرصة تنظيفه داخلياً أثناء خلوه من الطعام؛ مما يحقق لنا فرصة التجديد والتصحيح في العادات الغذائية، وتحقيق الوزن الصحيح. وقالت لابد من برنامج غذائي يوفر جميع العناصر الغذائية، ويحتوي على النشويات والدهون والخضروات والفواكه، إلى جانب القيام بنشاط بدني معتدل كالمشي يومياً لمدة نصف ساعة, مشددة على ضرورة تنظيم وقت تناول الوجبات بأن يكون شوربة مع فنجان قهوة أو حليب دافئ مع التمر بعد أذان المغرب مباشرة, وبعد أداء الصلاة يتم تناول طبق السلطة الخضراء، ثم طبق صغير من الطبق الرئيس مع الخضار المطهية, وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يمكن تناول الفواكه ثم الانتظار حتى وقت السحور الذي يتم فيه تناول وجبة متوازنة أخرى، ويفضل الاعتماد على الوجبات المصنعة من الحبوب الكاملة والألبان ومنتجاتها لتوفير الكربوهيدرات المركبة التي تحتاج لهضم أطول وتوفير الطاقة للجسم خلال الصيام, محذرة من كثرة تناول القهوة و الشاي و المشروبات السكرية كبديل عن الماء فتلك المشروبات لا تغني عن الماء. رياضة المشي في رمضان تحافظ على الوزن أكثر مما تقلل منه الإفطار والسحور وأكدت "إيمان العمودي" -أخصائية التغذية بمدينة الملك فهد الطبية- على أهمية الإفطار على مرحلتين لتجنب اضطرابات الهضم؛ لأن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وتلبك معوي وعسر هضم, مشيرة إلى أن الصداع الذي يصيب الصائمين أثناء الصيام يكون إما لاضطرابات النوم أو لانخفاض سكر الدم. وقالت:"لعلاج ذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية؛ لما لها من فوائد عديدة منها الوقاية من الإمساك، والشعور بالامتلاء والشبع"، محذرة من شرب كوب الماء جرعة واحدة عند الإفطار, والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية, والأطعمة الشديدة الملوحة التي تحتوي على الكثير من التوابل والأطعمة المحفوظة وسريعة التحضير، خصوصاً في وجبة السحور لتجنب الإحساس بالعطش في الصيام, والإقلال من تناول الأطعمة المقلية والحرص على طهي الطعام بالطرق الصحية. زيادة الوزن وذكرت "منيرة بنت عبدالرحمن المهنا" -أخصائية التغذية العلاجية بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود- أن كثيراً من الصائمين تزداد أوزانهم خلال رمضان؛ بسبب زيادة تناولهم للأطعمة بخلاف الأيام السابقة, مما يؤدي إلى السمنة وصعوبة الرجوع إلى الوزن السابق. وقالت:"إن تناول وجبات غذائية صحية تجعل الجسم قادراً على الصيام والصلاة براحة ويسر"، موضحة أن الصيام لفترة طويلة يجعل الجهاز الهضمي في فترة خمول؛ بسبب فترة الصيام التي تمتد في شهر رمضان إلى ما يقارب الخمس عشرة ساعة, داعية إلى تناول أطعمة غذائية صحية قليلة الدهون والسكريات المعقدة في بداية الإفطار؛ تجنباً لإرهاق الجهاز الهضمي، وزيادة الوزن، وارتفاع الكولسترول، والدهون الثلاثية، والسكر في الدم، أما بالنسبة لوجبة السحور فيمكن تناول الرز مع دجاج مشوي، وسلطة خضراء، وكوب لبن قليل الدسم.