أوضح الأديب أحمد مطاعن أن وسيلة الإعلام التي كانت مستخدمة في بث خبر دخول شهر رمضان في الماضي هي تناقل الصوت من قرية إلى قرية. وقال مطاعن، خلال أمسية أقامتها جمعية الثقافة والفنون في أبها مساء أمس الأول، إن روحانية شهر رمضان هي نفسها في الماضي والحاضر من حيث العبادة والتسامح والصدقة، والطقوس الدينية والاجتماعية والبيئية والفكرية، إلا أن وسائل الاتصال والتقنية هي الشيء الذي أحدث الفرق حالياً بين الفترتين، خاصة فيما يخص الإعلان عن ثبوت رؤية هلال شهري رمضان وشوال. وشارك في الأمسية، المعنونة ب»رمضان في الذاكرة»، إلى جانب مطاعن، الشاعر علي الشهراني، وأدارها المهندس علي القاسمي، وأقيمت على مسرح الجمعية التراثي، وجاءت ضمن فعاليات المنتدى الثقافي في الجمعية.وتحدث مطاعن عن بعض الفروق البسيطة بين الماضي والحاضر، مثل عدد المساجد في القرى، موضحا أن في السابق يكاد لا يكون في القرية سوى مسجد واحد، بينما في الوقت الحالي، أصبح في الحي الواحد أكثر من ثلاثة إلى أربعة مساجد، مع اختلاف الأئمة وجودة القراءة والترتيل والاجتهادات. وحول الجيل الجديد، وكيف يرى تعاملهم في شهر رمضان؟ أوضح مطاعن أنه يشعر بالفرح حين يرى المساجد مليئة بالشباب، مقدما نصيحة لهم بالاستزادة في قراءة القرآن، والتواصل، وصلة الرحم، والزيارات بين الأقارب، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الإلكترونية، مبينا أن التواصل المباشر خير من إرسال الرسائل، أو البريد الإلكتروني، أو الاتصال الهاتفي. بدوره، تحدث الشاعر علي الشهراني عن شهر رمضان في قرية «تمنية»، التي ولد ونشأ فيها، مسترجعاً بداية صومه، وعدد من المواقف الطريفة حيث كان يشرب من أحد الآبار القريبة من منزله ظناً منه أن لا أحد يراه.وقال إن سكان قريته كانوا في يوم 25 شعبان يقومون بتجديد وإعادة طلاء منازلهم فرحاً بقدوم شهر رمضان، مضيفا أن من كان يملك ماشية يوزع اللحوم آنذاك، فيما يوزع من يملك مزرعة الحبوب على سكان القرية. وأوضح أن كبار السن في القرية كانوا يظلون في المساجد، من بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس، لتعلم وقراءة القرآن، قبل أن ينصرفوا إلى أعمالهم. وقبل ختام الأمسية بتكريم المشاركين فيها، فتح المجال لمداخلات الحضور التي دارت حول أسباب غياب القيم الاجتماعية في الزمن الحاضر، ومحاولة إعادة بعض العادات الاجتماعية الماضية، ودور مؤسسات الثقافة تجاه الرواد.