تحرص معظم العوائل على تغيير أثاث منازلها، حيث يكثر استقبال الضيوف في رمضان، يليهم مهنئو العيد، ويفوق اهتمام السيدات بهذه التغييرات، حرص الرجال عليها، وفي حين يعتبره البعض «ضرورة»، يراه غيرهم مجرد «ترف». ويقول محمد سفر «في السابق، كنا نستقبل رمضان باستعدادات بسيطة غير مكلفة، إلا أن الفرحة بدخوله كانت أكبر مما هي عليه في وقتنا الحاضر، رغم البذخ الحالي، ولم يكن من عاداتنا تغيير الأثاث إلا عند الضرورة، كالتلف مثلاً، ولكننا أصبحنا مضطرين إلى الرضوخ لاشتراطات العائلة بتغيير «فرش» المنزل مع بعض قطع الأثاث». ويضيف «أصبحنا الآن نرضخ لمتطلبات العائلة التي تشترط تغيير فرش المنزل وبعض الأثاث في شهر رمضان كنوع من التجديد، معتبرا الأمر مجرد «ترف» فرضته الحياة الحديثة. إرهاق الميزانية بينما أكد سلطان فراج أن مواظبة السعوديين على تغيير الأثاث سنوياً في رمضان، يشمل تغيير أرضيات البيت، شراء أطقم «كنب» جديدة، تغيير دهان المنزل، مع مجاراة «موضة» العام، فتتوالى المواسم على الأسرة، (الصيف، ثم رمضان، و يليه العيد)، لافتا إلى أن عملية التجديد تكلفه سنوياً من 15 إلى 25 ألف ريال. ويرى خالد سعد أن التغيير يربك ميزانية الأسرة، حيث تحوّل إلى «عادة» سنوية استنزفت ميزانية الأسر، لا سيما ذوي الدخل المحدود، ممن يعجزون في الأساس عن تلبية متطلباتهم الحياتية اليومية، يزيدها ملابس العيد و «الحلويات» مرجعا الأمر إلى «تدبير» ربة الأسرة لإدارة ميزانيتها، حتى لا تتحمل الأسرة فوق طاقتها، وتضطر للجوء إلى الديون إما بالقروض أو بالسلف. أبسط الحقوق وترى ربة المنزل هدى النجيمي أن التغيير والتجديد مع حلول رمضان، ضرورة حتى لو كانت حالة الأثاث جيدة، كنوع من التجديد، ولفتت إلى أنها ورثت العادة عن والدتها في وقت كانت فيه الظروف صعبة ومع ذلك كان الجميع يستقبل الشهر الكريم بالحلة الجديدة حيث كان التجديد حينها، نوعا من الخروج عن المألوف. بينما تؤكد البندري البقمي أن معظم الأسر السعودية تعمد إلى تغيير الأثاث كليا أو جزئيا، أو حتى استبدال غرفة مكان غرفة أوقطعة منه، و يمكن إضافة بعض «لمسات» ربة البيت من إكسسوارات أو مفارش لتسعد الأسرة، ولو مرة في العام فقط. 2.5 مليون ويؤكد صاحب محل مفروشات في تربة، داود إبراهيم، أن أسواق المفروشات تشهد حركة شرائية عالية خلال شهر رمضان، حيث يبلغ إقبال المواطنين على تجهيز منازلهم قبل العيد ذروته، مشيرا إلى أن أسعار «الموكيت» تختلف بحسب الشركة المصنعة، فالموكيت الوطني يتراوح سعره ما بين 50 إلى 90 ريالا للمتر الواحد، أما الأنواع المستوردة فتتراوح أسعارها ما بين 140 – 220 ريالا للمتر الواحد، مشيرا إلى إقبال الزبائن على الصناعات الوطنية، لأن أسعارها في متناول الجميع، في حين تتراوح أسعار السجاد من 150 – 600 ريال للوطني، أما الصناعات الأخرى فتتراوح أسعارها من 300 ريال إلى 1200 ريال، متوقعاً أن يفوق استهلاك الأسر للموكيت هذا العام في «تربة» و«الخرمة» 2.5 مليون ريال.