فاتحة مذكراته جاءت كما يلي: «شكراً لحسادي وخصومي. أنتم من أسباب نجاحي. كلما فكرت بالتقاعس تذكرت أن ثمة من يترقب فشلي كي يحتفي وينتشي. وأنا قد أقسمت ألا أمنحكم فرصة للفرح!» للنجاح ضريبته. بل له أكثر من ضريبة. وفي مجتمعاتنا، حيث ينشغل كثير من الناس بالآخرين بدلاً من الانشغال بأنفسهم، يقضي البعض جل وقته يراقب الناس. ويشكك في إنجازات غيره. لكأنما نجاح الآخرين إعلان عن فشله. ثم يتحول هؤلاء إلى أعين تراقب كل ناجح حولهم ليس للاقتداء بالناجحين وإنما لحبك الأكاذيب من أجل التشكيك في نجاحات الناجحين. هؤلاء لا يفهمون أن نجاح غيرهم لا يعني بالضرورة فشلهم. كل ميسر لما خلق له. ولكل مجتهد نصيب. وكم من نشيط مجتهد صبور مات ولم يحالفه حظ. وكم من محظوظ أثمر صبره وجهده في تحقيق المبتغى. فلماذا يستفزك نجاح غيرك ويؤرقك؟ أم أن في ثقافتنا ما يؤجج المشاعر ضد الناجحين والمميزين؟ كم هو مرهق أن تكون ناجحاً في مجتمع يغار من الناجحين فيعبر عن غيرته بترويج الأكاذيب وتزوير الحكايات حول المميزين! وهكذا كان من ثقافتنا أن تخشى الأسرة على أبنائها الناجحين والمميزين من عيون الحاسدين. إننا مجتمعات تحارب – بوعي أو بدونه – كل ناجح في محيطها. ولدينا ألف طريقة نحارب بها النجاح تبدأ ب«عين» الحسد ولا تنتهي عند الشك «الرسمي» في نوايا وأفكار كل مميز خرج عن ثقافة «المألوف» البليد. وفوق أننا لم نهيئ بنى تحتية وحاضنات للإبداع والابتكار والتميز حاربنا كل ناجح مميز وأرعبناه، مرة ب«العين» وأخرى ب«النميمة والأكاذيب». ومع ذلك ما زال بيننا من يسأل عن أسباب هجرة العقول العربية. وكيف لناجح أن يبقى وعيون الحسد والريبة والشك تلاحقه من كل صوب؟ أنت ناجح في مجالك؟ اقرأ المعوذتين!